س: قال تعالى {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ما هو الفرق بين {الرحمن} و {الرحيم} ، وما مناسبة ذكر هذه الآية؟
قال الإمام ابن القيم: (( الرحمن دال على الصفة القائمة به سبحانه، والرحيم دال على تعليقها بالمرحوم، كما قال تعالى: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} ولم يجئ قط: رحمن بهم. وكان الأول للوصف والثاني للفعل. فالأول دال على أن الرحمة وصفه، والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته ) ). اهـ
ومناسبة ذكرها هنا: أن فيها إثبات الرحمة لله تعالى صفة من صفاته كما في الآيات المذكورة بعدها.
س: اذكر مَنْ هم الذين حكى الله تعالى عنهم ما يلي من الأقوال شارحاً هذه الأقوال بإيجاز {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا} ، {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} ؟
ج: 1 - {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا} هذا حكاية عن الملائكة الذين يحملون العرش ومن حوله أنهم يستغفرون للذين آمنوا فيقولون: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا} أي: وسعت رحمتك وعلمك كل شيء، وفي ذلك دليل على سعة رحمة الله وشمولها. فما من مسلم ولا كافر إلا وقد نالته رحمة الله في الدنيا، وأما في الآخرة فتختص بالمؤمنين.
2 - {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا} هذا مما حكاه الله تعالى عن نبيه يعقوب ـ عليه السلام ـ حين طلب منه بنوه أن يرسل معهم أخاهم. وتعهدوا بحفظه، فقال لهم: إن حفظ الله سبحانه له خير من حفظكم. وهذا تفويض من يعقوب إلى الله في حفظ ابنه. ومن أسمائه تعالى: الحفيظ الذي يحفظ عباده بحفظه الخاص عما يفسد إيمانهم وعما يضرهم في دينهم ودنياهم.
س: قال تعالى {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} اذكر بعض صور هذه الرحمة؟
ج: أنه رحيم بالمؤمنين يرحمهم في الدنيا والآخرة:
1 -أما في الدنيا فإنه هداهم إلى الحق الذي جهله غيرهم وبصرهم الطريق الذي ضل عنه غيرهم.
2 -أما رحمته بهم في الآخرة فآمنهم من الفزع الأكبر ويدخلهم الجنة.
س: ما معنى قوله تعالى {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} ؟
ج: أي: أوجبها على نفسه الكريمة تفضلًا منه وإحسانًا، وهذه الكتابة كونية قدرية لم يوجبها عليه أحد.