س: قال المؤلف رحمه الله: (( وقد دخل أيضًا فيما ذكرناه من الإيمان به وبكتبه .. ) )إلخ، ما هو وجه دخول الإيمان بالرؤية في الإيمان بالله، وبكتبه، وبرسله؟
ج: وجه ذلك: أن الله سبحانه أخبر بها في كتابه وأخبر بها رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فمن لم يؤمن بها كان مكذبًا لله ولكتبه ولرسله، فإن الذي يؤمن بالله وكتبه ورسله يؤمن بكل ما أخبروا به.
س: قال المؤلف رحمه الله: (( يرونه يوم القيامة عياناً ) )، فما معنى (عياناً) ؟
ج: (عِيانًا) بكسر العين أي: رؤية محققة لا خفاء فيها، فليست مجازًا كما تقوله المعطلة؛ ولذلك قال: (كما يرن الشمس صحوًا ليس دونها سحاب وكما يرون القمر ليلة البدر لا يضامون في رؤيته) أي: رؤية حقيقية لا مشقة فيها كما دلت على ذلك الآيات والأحاديث التي سبق شرحها.
س: ما هي المواضع التي تحصل فيه رؤية الله تبارك وتعالى:
ج: في موضعين:
1 -الموضع الأول: في عرصات القيامة، والعرصات جمع عرصة وهي الموضع الواسع الذي لا بناء فيه، وعرصات القيامة: مواقف الحساب.
2 -الموضع الثاني: يراه المؤمنون بعد دخولهم الجنة [1] كما ثبت ذلك في الأدلة من الكتاب والسنة، وسبق ذكر بعض تلك الأدلة مشروحة، وسبق ذكر شبه من نفى الروية مع الرد عليها.
س: هل يختص المؤمنون برؤيته في الموضع الأول؟
ج: في المسألة ثلاثة أقوال:
1 -قيل: يراه في عرصات القيامة المؤمنون والمنافقون والكفار.
2 -وقيل: يراه المؤمنون والمنافقون فقط دون الكفار.
3 -وقيل: يراه المؤمنون فقط، والله أعلم.
(1) الجنة في اللغة: البستان، والمراد بها هنا: الدار التي أعدها الله لأوليائه وهي دار النعيم المطلق الكامل.