س: قال تعالى {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ} ما هي الآية السابقة لهذه الآية؟ وماذا أخبر تعالى فيها؟
ج: هذه الآية جاءت بعد قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ} يخبر تعالى أن جميع أهل الأرض سيذهبون ويموتون ولا يبقى أحد سوى وجهه الكريم. فإن الرب سبحانه لا يموت بل هو الحي الذي لا يموت أبدًا.
س: ما معنى قوله تعالى {ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ} ؟
ج: {ذُو الْجَلالِ} أي: العظمة والكبرياء.
{وَالإِكْرَامِ} أي: المكرم لأنبيائه وعباده الصالحين. وقيل: المستحق أن يكرم عن كل شيء لا يليق به.
س: اذكر المعنى الإجمالي لقوله تعالى {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ} ؟
ج: قوله: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ} أي: كل من في السماء ومن في الأرض سيذهبون ويموتون. {إِلاَّ وَجْهَهُ} منصوب على الاستثناء. وهذا إخبار بأنه الدائم الباقي الذي تموت الخلائق ولا يموت.
س: ما هو الشاهد من الآيتين السابقتين؟
ج: الشاهد من الآيتين: أن فيهما إثبات الوجه لله ـ سبحانه ـ وهو من صفاته الذاتية فهو وجه على حقيقته يليق بجلاله. {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} .
س: زعم معطلة الصفات أن الوجه ليس على حقيقته وإنما المراد به الذات أو الثواب أو الجهة أو غير ذلك، فكيف يُردُّ عليهم؟
ج: يقال لهم: إن هذه تأويلات باطلة من وجوه:
1 -منها أنه جاء عطف الوجه على الذات كما في الحديث: (أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم) والعطف يقتضي المغايرة.
2 -ومنها أنه أضاف الوجه إلى الذات فقال: {وَجْهُ رَبِّكَ} ووصف الوجه بقوله: {ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ} فلما قال: {ذُو الْجَلالِ} تبين أنه وصف للوجه لا للذات وأن الوجه صفة للذات.
3 -ومنها: أنه لا يعرف في لغة أمة من الأمم أن وجه الشيء بمعنى ذاته أو الثواب، والوجه في اللغة مستقبل كل شيء لأنه أول ما يواجه منه وهو في كل شيء بحسب ما يضاف إليه.