3 -أي: {وَجَاء رَبُّكَ} بذاته سبحانه لفصل القضاء بين عباده. {والمَلَكُ} أي: جنس الملائكة، {صَفًّا صَفًّا} منصوب على الحال، أي: مصطفين صفًا بعد صف، قد أحدقوا بالجن والإنس، كل أهل سماء يكونون صفًا واحدًا محيطين بالأرض ومن فيها فيكونون سبعة صفوف.
س: قال تعالى {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنزِيلًا} ما هو ذلك اليوم؟ وما معنى {تشقق السماء} ، {الغمام} ؟ وإلى أي مكان ينزل الملائكة تنزيلا؟
ج: 1 - {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء} أي: يوم القيامة.
2 - {تَشَقَّقُ السَّمَاء} أي: تنفطر وتنفرج. {بِالْغَمَامِ} الذي هو ظلل النور العظيم الذي يبهر الأبصار.
3 - {وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنزِيلًا} إلى الأرض فيحيطون بالخلائق في مقام المحشر، ثم يجيء الرب لفصل القضاء بين عباده.
س: الإتيان والمجيء المضاف إلى الله سبحانه نوعان، فما هما؟
ج: قال الإمام ابن القيم رحمه الله: (( الإتيان والمجيء المضاف إليه سبحانه نوعان: مطلق ومقيد.
1 - [المقيد] : أي: إذا كان المراد مجيء رحمته أو عذابه ونحو ذلك قيد بذلك كما في الحديث: (حتى جاء الله بالرحمة والخير) ، وقوله: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ} .
2 -النوع الثاني: الإتيان والمجيء المطلق فهذا لا يكون إلا مجيئه سبحانه كقوله: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَاتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ} ، وقوله: {وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} )) . ا هـ
س: ما هو الشاهد مما سبق من الآيات؟
ج: الشاهد من الآيات: أنها أفادت إثبات المجيء والإتيان لله يوم القيامة بذاته على ما يليق بجلاله فصل القضاء بين عباده ومجيئه وإتيانه سبحانه من صفاته الفعلية يجب إثباتهما على حقيقتهما، ولا يجوز تأويلهما بمجيء إتيان أمرو كما يفعله نفاة الصفات. فيقولون: {وَجَاء رَبُّكَ} أي: جاء أمره وهذا من تحريف آيات الله.