س: وأهل السنة والجماعة وسط في باب أفعال الله بين فرقتين، فما هما هاتان الفرقتان؟
ج أهل السنة وسط بين الجبرية والقدرية:
1 -فالجبرية [1] : غلوا في إثبات أفعال الله حتى نفوا أفعال العباد، وزعموا أنهم لا يفعلون شيئًا وإنما الله هو الفاعل والعبد مجبور على فعله فحركاته وأفعاله كلها اضطرارية كحركات المرتعش، وإضافة الفعل إلى العبد مجاز.
2 - (القدرية) : غلوا في إثبات أفعال العباد فقالوا: إن العبد يخلق فعل نفسه بدون مشيئة الله وإرادته، فأفعال العباد لا تدخل تحت مشيئة الله وإرادته، فالله لم يقدرها ولم يردها وإنما فعلوها هم استقلالًا.
س: وكيف توسط أهل السنة بين هاتين الفرقتين؟
ج: أهل السنة توسطوا بأن قالوا: للعبد اختيار ومشيئة وفعل يصدر منه ولكنه لا يفعل شيئًا بدون إرادة الله ومشيئته وتقديره. قال تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} ، فأثبت للعباد عملًا هو من خلق الله تعالى وتقديره. وقال تعالى: {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} الآية (29) من سورة التكوير فأثبت للعباد تأتي بع مشيئة الله تعالى.
س: قال المؤلف رحمه الله إن أهل السنة والجماعة وسط (في باب وعيد الله) ، فما معنى ذلك؟
ج: الوعيد: التخويف والتهديد، والمراد هنا النصوص التي فيه توعد للعصاة بالعذاب والنكال.
س: المرجئة والوعيدية فرقتان خالفتا أهل السنة في هذه المسألة، ماذا تعرف عن هاتين الفرقتين؟
ج: 1 - المرجئة: نسبة إلى الإرجاء وهو التأخير، سموا بذلك لأنهم أخروا الأعمال عن مسمى الإيمان حيث زعموا أن مرتكب الكبيرة غير فاسق. وقالوا: لا يضر مع الإيمان ذنب! كما لا ينفع مع الكفر طاعة.
فعندهم أن مرتكب الكبيرة كامل الإيمان غير معرض للوعيد! فهم تساهلوا في الحكم على العاصي، وأفرطوا في التساهل حتى زعموا أن المعاصي لا تنقص الإيمان ولا يحكم على مرتكب الكبيرة بالفسق.
2 -الوعيدية: فهم الذين قالوا بإنفاذ الوعيد على العاصي، وشددوا في ذلك حتى قالوا: إن مرتكب الكبيرة إذا مات ولم يتب فهو مخلد في النار! وحكموا بخروجه من الإيمان في الدنيا.
(1) نسبة إلى الجبر لأنهم يقولون إن العبد مجبور على فعله