فهرس الكتاب
الصفحة 127 من 177

س: ما هي الفرق المخالفة والتي يشير إليها كلام المؤلف في العبارات التالية:

قوله: (والعباد فاعلون حقيقة) ، وقوله: (والله خالقهم وخالق أفعالهم) ، وقوله: (والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم، وللعباد قدرة على أعمالهم ولهم إرادة) .

ج: 1 - قوله رحمه الله: (والعباد فاعلون حقيقة) :

إشارة إلى الطائفة الأولى وهم الجبرية لأنهم يقولون إن العباد ليسوا فاعلين حقيقة وإسناد الأفعال إليهم من باب المجاز.

2 -وقوله: (والله خالقهم وخالق أفعالهم) :

رد على الطائفة الثانية القدرية النفاة لأنهم يقولون: إن الله لم يخلق أفعال العباد وإنما هم خلقوها استقلالًا دون مشيئة الله وتقديره لها.

3 -وقوله: (والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم، وللعباد قدرة على أعمالهم ولهم إرادة) :

هو إشارة إلى الجبرية أيضاً.

س: س: هل اقتصر مذهب الجبرية على اعتقاد نفي مشيئة العبد وإرادته؟

ج: كلا، بل إن الجبرية في مذهبهم هذا حينما نفوا أفعال العباد وسلبوهم القدرة والاختيار نفوا حكمة الله في أمره ونهيه وثوابه وعقابه، فقالوا: إنه يثيب أو يعاقب العباد على ما ليس من فعلهم ويأمرهم بما لا يقدرون عليه، [فكان لا زم مذهبهم أن] اتهموا الله بالظلم والعبث، تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا.

س: هل ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سمى القدرية (مجوس هذه الأمة) ؟

ج: لم يثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سماهم مجوس هذه الأمة لتأخر ظهورهم عن وقت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأكثر ما يجيء من ذمهم إنما هو موقوف على الصحابة.

س: وما هو سبب وصف القدرية بهذا الوصف؟

ج: لمشابهتهم المجوس الذين يثبتون خالقين هما: النور والظلمة، فيقولون: إن الخير من فعل النور والشر من فعل الظلمة، فصاروا ثنويه. وكذلك هؤلاء القدرية جعلوا خالقًا مع الله حيث زعموا أن العباد يخلقون أفعالهم بدون إرادة الله ومشيئته، بل يستقلون بخلقها.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام