س: ما هي الفرق المخالفة والتي يشير إليها كلام المؤلف في العبارات التالية:
قوله: (والعباد فاعلون حقيقة) ، وقوله: (والله خالقهم وخالق أفعالهم) ، وقوله: (والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم، وللعباد قدرة على أعمالهم ولهم إرادة) .
ج: 1 - قوله رحمه الله: (والعباد فاعلون حقيقة) :
إشارة إلى الطائفة الأولى وهم الجبرية لأنهم يقولون إن العباد ليسوا فاعلين حقيقة وإسناد الأفعال إليهم من باب المجاز.
2 -وقوله: (والله خالقهم وخالق أفعالهم) :
رد على الطائفة الثانية القدرية النفاة لأنهم يقولون: إن الله لم يخلق أفعال العباد وإنما هم خلقوها استقلالًا دون مشيئة الله وتقديره لها.
3 -وقوله: (والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم، وللعباد قدرة على أعمالهم ولهم إرادة) :
هو إشارة إلى الجبرية أيضاً.
س: س: هل اقتصر مذهب الجبرية على اعتقاد نفي مشيئة العبد وإرادته؟
ج: كلا، بل إن الجبرية في مذهبهم هذا حينما نفوا أفعال العباد وسلبوهم القدرة والاختيار نفوا حكمة الله في أمره ونهيه وثوابه وعقابه، فقالوا: إنه يثيب أو يعاقب العباد على ما ليس من فعلهم ويأمرهم بما لا يقدرون عليه، [فكان لا زم مذهبهم أن] اتهموا الله بالظلم والعبث، تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا.
س: هل ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سمى القدرية (مجوس هذه الأمة) ؟
ج: لم يثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سماهم مجوس هذه الأمة لتأخر ظهورهم عن وقت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأكثر ما يجيء من ذمهم إنما هو موقوف على الصحابة.
س: وما هو سبب وصف القدرية بهذا الوصف؟
ج: لمشابهتهم المجوس الذين يثبتون خالقين هما: النور والظلمة، فيقولون: إن الخير من فعل النور والشر من فعل الظلمة، فصاروا ثنويه. وكذلك هؤلاء القدرية جعلوا خالقًا مع الله حيث زعموا أن العباد يخلقون أفعالهم بدون إرادة الله ومشيئته، بل يستقلون بخلقها.