س: هل هناك من ينكر القدر (بنوعيه: العام والخاص) ؟
ج: (قد كان ينكره غلاة القدرية) أي: المبالغون في نفي القدر فينكرون علم الله بالأشياء قبل وجودها وكتابته لها في اللوح المحفوظ وغيره، ويقولون: إن الله أمر ونهى وهو لا يعلم من يطيعه ممن يعصيه فالأمر أُنُف. أي: مستأنف لم يسبق في علم الله وتقديره، وهؤلاء كفَّرهم الأئمة.
س: وهل هؤلاء الغلاة موجودون اليوم؟
ج: بل إنهم انقرضوا؛ ولهذا قال المؤلف: (ومنكروه اليوم قليل) وبقيت الفرقة التي تقر بالعلم، ولكن تنفي دخول أفعال العباد في القدر وتزعم أنها مخلوقة لهم استقلالاً لم يخلقها الله ولم يردها.
س: ما هي الدرجة الثانية التي أشار إليها المؤلف؟ وما الذي تتضمنه؟
ج: هي الإيمان بمشيئة الله وخلقه وإيجاده لكل شيء.
وهذه الدرجة تتضمن مرتبتين:
1 -أشار إلى الثالثة [1] بقوله: (فهي مشيئة الله النافذة [2] وقدرته الشاملة [3] والنافذة: هي الماضية التي لا راد لها، والشاملة: هي العامة لكل شيء من الموجودات والمعدومات.
2 -وقوله: (فما من مخلوق في الأرض ولا في السماء إلا الله خالقه سبحانه) هذا فيه إشارة إلى المرتبة الرابعة [4] وهي مرتبة الخلق والإيجاد، فكل ما سوى الله فهو مخلوق وكل الأفعال خيرها وشرها صادرة عن خلقه وإحداثه لها (لا خالق غيره ولا رب سواه) .
(1) أي: الثالثة من مراتب القدر التي سبقت الإشارة إليها في الأسئلة السابقة.
(2) قال الشيخ: (( ومعنى الإيمان بهذه المرتبة اعتقاد:(أن ما شاء الله كان) أي: وجد (وما لم يشأ لم يكن) أي: لم يوجد (وأنه ما في السموات من حركة ولا سكون إلا بمشيئة الله) أي: لا يحصل شيء من ذلك إلا وقد شاءه الله سبحانه، (لا يكون في ملكه ما لا يريد) وقوعه كونًا وقدرًا )).
(3) (قال الشيخ:(( أي:(أنه سبحانه على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات) لدخولها تحت عموم (كل شيء) فالله قد أخبر في آيات كثيرة أنه على كل شيء قدير )).
(4) أي: الرابعة من مراتب القدر التي سبقت الإشارة إليها في الأسئلة السابقة.