س: قال تعالى في الآية السابقة {إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} فما الذي يشير إليه قوله تعالى {ذلك} ؟
ج: أن إثباتها في الكتاب - على كثرتها - يسير على الله سبحانه.
س: ما هو الشاهد من الآية السابقة؟ وهل هي تدل على مرتبة الكتابة فقط؟
ج: الشاهد من الآية الكريمة: أن فيها دليلاً على كتابة الحوادث في اللوح المحفوظ قبل وقوعها، ويتضمن ذلك علمه بها قبل الكتابة فهي دليل على مرتبتي العلم والكتابة.
س: أشار المؤلف رحمه الله إلى أن تقدير الله سبحانه على نوعين فما هما؟
ج: 1 - النوع الأول: أشار إليه بقوله: (وهذا التقدير التابع لعلمه سبحانه يكون في مواضع جملة) أي: تقدير عام شامل لكل كائن، وهو المكتوب في اللوح المحفوظ [1] .
2 -وأشار إليه المؤلف بقوله: (وتفصيلاً) أي: تقديرًا خاصًا، وهو تفصيل للقدر العام.
س: ما هي أنواع التقدير الخاص (مع ذكر دليل لكل منها) ؟
ج: هو ثلاثة أنواع:
1 ـ التقدير العمري، كما في حديث ابن مسعود في شأن ما يكتب على الجنين في بطن أمه من أربع الكلمات: رزقه وأجله وعمله وشقاوته أو سعادته.
2 ـ تقدير حولي: وهو ما يقدر في ليلة القدر من وقائع العام كما في قوله تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} .
3 ـ تقدير يومي: وهو ما يقدر من حوادث اليوم من حياة وموت وعز وذل إلى غير ذلك. كما في قوله تعالى: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَانٍ} ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما: (( إن الله خلق لوحًا محفوظًا من درة بيضاء دفتاه من ياقوتة حمراء قلمه نور وكتابته نور وعرضه ما بين السماء والأرض، ينظر في كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة، يحيى ويميت ويعز ويذل ويفعل ما يشاء. فكذلك قوله سبحانه: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَانٍ} ) ). [2]
(1) وهو ما تقدم الكلام حوله قبل قليل.
(2) رواه الحاكم (2/ 474) ، (519) وصححه! وابن جرير الطبري (27/ 135) وأبو الشيخ في (العظمة) (2/ 492) والبيهقي في (الأسماء والصفات) (828) .