والشاهد من الآية الكريمة: أن فيها إثبات إعطاء كل إنسان صحيفة عمله يوم القيامة يقرؤها بنفسه ويطلع عليها هو لا بواسطة غيره.
س: يعتبر (الحساب) واحداً من الأمور التي تحدث يوم القيامة، فما هو معناه؟
ج: الحساب: هو تعريف الله عز وجل للخلائق بمقادير الجزاء على أعمالهم وتذكيرُه إياهم ما قد نسوه من ذلك.
أو بعبارة أخرى: هو توقيف الله عباده - قبل الانصراف من المحشر - على أعمالهم خيرًا كانت أم شرًا.
س: أشار المؤلف إلى أن الحساب له نوعان، اذكرهما إجمالاً؟
1 -النوع الأول: حساب المؤمن.
2 -النوع الثاني: حساب الكافر.
س: اذكر بعض الأدلة على النوع الأول (وهو حساب المؤمن) ؟
ج: قال الله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا} .
وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (( إن الله يُدنِي المؤمن، فيضع عليه كنفه ويستره من الناس، ويقرره [1] بذنوبه، ويقول له:(أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟) حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أن قد هلك، قال: (فإني قد سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم) ، ثم يعطى كتاب حسناته )).
س: وهل حساب المؤمنين على درجة واحدة؟
ج: بل يختلف، فمنه اليسير وهو العرض، ومنه المناقشة، بل من المؤمنين من يدخل الجنة بغير حساب، كما صح في حديث السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب.
(1) ومعنى يقرره بذنوبه: يجعله يقر، أي: يعترف بها، كما في نفس الحديث: (( أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ ) ).