فهرس الكتاب
الصفحة 188 من 359

قال:"والحديث صريح بأن الرجل طمع أن لا يعيده إذا فعل ذلك، وأدنى هذا أن يكون شاكاً في المعاد، وذلك كفر؛ إذا قامت حجة النبوة على منكره حكم بكفره، وهو بيِّن".

أي أن من شك في المعاد وأقيمت عليه الحجة حكم بكفره.

ذكر بعض التأويلات المخالفة لظاهر الحديث

قال:"ومن تأول قوله: لئن قدر الله علي، بمعنى (قضى) أو بمعنى (ضيَّق) فقد أبعد النجعة وحرف الكلم عن مواضعه".

أي أن بعض العلماء أوَّل هذا الحديث، وذلك على أقوال:

الأول: أن قدر بمعنى قضى.

الثاني: أنه بمعنى ضيق.

الثالث: أنه غلط في اللفظ، مثل الرجل الذي قال: {اللهم أنت عبدي وأنا ربك} .

الرابع: قال ابن الجوزي: إنه كان في زمن الفترة.

والخامس: أنه كان في شرعهم جواز المغفرة للكافر. وهذا بعيد.

من درس: ذكر حديث الرجل الذي أوصى بحرقه جاهلاً

قال رحمه الله:"فهذا الرجل: ظن أن الله لا يقدر عليه إذا تفرق هذا التفرق"، فظن أنه لا يعيده إذا صار كذلك، فوقع هذا الرجل في أمرين عظيمين: حيث ظن أنه إذا تفرق لن يقدر الله عليه، وظن بناء على ذلك أنه لا يعيده، أي: لا يبعثه.

قال رحمه الله:"وكل واحدٍ من إنكار قدرة الله تعالى وإنكار معاد الأبدان وإن تفرقت؛ كُفر".

فشيخ الإسلام رحمه الله يقول: هذا الرجل وقع في مصيبتين:

الأولى: إنكار القدرة.

والثانية: إنكار المعاد.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام