فهرس الكتاب
الصفحة 197 من 359

يقول:"وبتفصيل أنه القادر"، أي أنه كان يعلم اتصاف الله بالقدرة في الأصل، لكن لا يعلم بتفصيل ذلك.

قال:"وكثيرٌ من المؤمنين قد يجهل مثل ذلك".

فكثير منهم إما أن يجهل بعض الصفات، أو يجهل تفصيل بعض الصفات، ولا يكون كافراً بذلك إلا إذا قامت عليه الحجة وبلغته الرسالة، فأنكر وجحد ولم يلتزم بذلك.

من درس: التكفير وضوابطه (الحلقة السابعة)

يقول:"ومن تتبع الأحاديث الصحيحة وجد فيها من هذا الجنس ما يوافقه".

أي: فهذا أصل دلت عليه عدة أحاديث: حديث حذيفة -الذي ذكرناه- في الرجل الذي أوصى أولاده بأن يحرقوه.

ومن ذلك ما ذكره قال:"كما روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت: {ألا أحدثكم عني وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلنا: بلى: قالت: لما كانت ليلتي التي النبي صلى الله عليه وسلم فيها عندي، انقلب فوضع رداءه وخلع نعليه، فوضعها عند رجليه، وبسط طرف إزاره على فراشه واضطجع ... } ".

فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك؛ كأنه يتهيأ للقيام.

قالت: {فلم يثبت إلا ريثما ظن أني رقدت ... } "."

أي: حتى ظن أن أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها رقدت، وهي لم تكن نامت، وهذا يدل على أنه كان لا يعلم الغيب، خلافاً لأولئك الذين يكفرون بآيات الله، ويكذبون الله ورسوله، ويقولون: إن الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب.

قالت:" {فأخذ رداءه رويداً} "أي: سحب الرداء بهدوء.

" {وانتعل رويداً، وفتح الباب رويداً، فخرج، ثم أجافه رويداً} ".

أي: أغلق الباب رويداً.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام