فهرس الكتاب
الصفحة 307 من 359

إلا أن بعض هؤلاء الزنادقة ظهر أمره، وبعضهم لم ينفضح أمثال المعتزلة الكبار الأوائل كأبي الهذيل العلاف وإبراهيم النظام، فقد كانوا زنادقة، بل الجاحظ يعد من الزنادقة، وله رسائل تشهد على أنه زنديق والعياذ بالله.

وقد قتل كثير من الناس بتهمة الزندقة حتى قيل: إنهم بلغوا الآلاف، ثم انتشر هذا المصطلح وأصبح يطلق على كل من انحرف عن الدين وأظهر الطعن في آيات الله أو الاستهزاء بدين الله بأي شكل من الأشكال.

من درس: ظاهرة الزندقة وما يتعلق بها من أحكام

كانت الزندقة أكثر ما تظهر في ظل الدول الرافضية، فعندما يحكم الروافض أي بلد من البلدان تظهر فيه الزندقة و الفلسفة التي يظهر منها الكفر بالله، والترجمات التي يستمد منها الكفر والضلال والعياذ بالله، وكان هذا واضحاً جداً، فنجده في أيام الدول العباسية عندما سيطر بنو بويه وكانوا شيعة، وفي مصر عندما سيطر العبيديون وكانوا باطنية، فأينما ظهر هذا المذهب الخبيث ظهرت الزندقة، ويبوح بها من كان يضمرها.

ومن المناسب في هذا المقام أن نذكر أن أبا الربيع الزهراني -المحدث الثقة المعروف- كان له جار من الزنادقة، ثم هداه الله فقال له أبو الربيع: ما بالكم تظهرون التشيع؟! قال: إنا -أي: معشر الزنادقة- نظرنا إلى أهل الأهواء وإلى هذه الفرق، فوجدنا أن أسهل باب ندخل منه إلى هدم الإسلام هو التشيع.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام