فهرس الكتاب
الصفحة 60 من 177

ماذا يستفاد من جميع ما سبق من الآيات الكريمة؟

ج: يستفاد منها إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة، وأنها أعظم النعيم الذي ينالونه.

س: من قال بإثبات هذه الرؤية؟ ومن نفاها؟

ج: وهذا هو قول الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين، خلافًا للرافضة والحهمية والمعتزلة الذين ينفون الرؤية يخالفون بذلك الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة وأئمتها.

س: على ماذا يعتمد نفاة رؤية الله عز وجل في نفيهم؟ وما هو الرد على شبهاتهم؟

ج: يعتمدون على شبه واهية وتعليلات باطلة منها:

1 ـ قولهم: إن إثبات الرؤية يلزم منه إثبات أن الله في جهة، ولو كان في جهة لكان جسمًا! والله منزه عن ذلك!

والجواب عن هذه الشبهة أن نقول: لفظ الجهة فيه إجمال:

أ - فإن أريد بالجهة: أنه حال في شيء من مخلوقاته فهذا باطل والأدلة ترده وهذا لا يلزم من إثبات الرؤية.

ب - وإن أريد بالجهة: أنه سبحانه فوق مخلوقاته فذا ثابت لله سبحانه ونفيه باطل وهو لا يتنافى مع رؤيته سبحانه.

2 ـ استدلوا بقوله تعالى لموسى: {لَن تَرَانِي} .

والجواب عن هذا الاستدلال: أن الآية الكريمة واردة في نفي الرؤية في الدنيا ولا تنفي ثبوتها في الآخرة كما ثبت في الأدلة الأخرى، وحالة الناس في الآخرة تختلف عن حالتهم في الدنيا.

3 ـ استدلوا بقوله تعالى: {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ} .

والجواب عن هذا الاستدلال: أن الآية إنما فيها نفي الإدراك وليس فيها نفي الرؤية. والإدراك معناه الإحاطة، فالله سبحانه وتعالى يراه المؤمنون ولا يحيطون به، بل نفي الإدراك يلزم منه وجود الرؤية، فالآية من أدلة إثبات الرؤية والله تعالى أعلم.

س: قال المؤلف رحمه الله: (وهذا الباب في كتاب الله كثير) فأي بابٍ يقصده المؤلف؟

ج: أي: باب إثبات أسماء الله وصفاته في القرآن كثير وإنما ذكر المؤلف بعضه، فقد ورد في آيات كثيرة من كتاب الله إثبات أسماء الله وصفاته على ما يليق به.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام