س: قال تعالى {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}
وضح معنى تبديل آية مكان آية؟ ووضح شبهة كفار قريش التي أشارت إليها الآية السابقة؟
ج: معنى التبديل: رفع الشيء مع وضع غيره مكانه، وتبديل الآية: رفعها بأخرى غيرها وهو نسخها بآية سواها، [وشبهتهم هي كما] قال تعالى {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ قَالُوا} أي: قال كفار قريش الجاهلون للحكمة في النسخ: {إِنَّمَا أَنتَ} أي: يا محمد {مُفْتَرٍ} أي: كاذب مختلق متقول على الله حيث تزعم أنه أمرك بشيء ثم تزعم أنه أمرك بخلافه.
س: بم ردَّ القرآن الكريم على هذه الشبهة؟
ج: 1 - رد الله عليهم بما يفيد جهلهم فقال: {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} شيئًا من العلم أصلاً، أو لا يعلمون الحكمة في النسخ؛ فإنه مبني على المصالح التي يعلمها الله سبحانه، فقد يكون في شَرْعِ هذا الشيء مصلحةٌ مؤقتة بوقت، ثم تكون المصلحة بعد ذلك الوقت في شرعِ غيرِه، ولو انكشف الغطاء لهؤلاء الكفرة لعلموا أن ذلك وجه الصواب ومنهج العدل والرفق واللطف.
2 -ثم رد عليهم في زعمهم أن هذا التبديل من عند محمد، فقال سبحانه: {قُلْ نَزَّلَهُ} أي: القرآن {رُوحُ الْقُدُسِ} أي: جبريل، والقدس: الطهر. والمعنى: نزله الروح المطهر، فهو من إضافة الموصوف إلى صفته {مِن رَّبِّكَ} أي: ابتداء تنزيله من عند الله سبحانه {بِالْحَقِّ} في محل نصب على الحال، أي: متصفًا بكونه حقًا.
3 -ثم [بيَّن الحكمة من النسخ والتبديل فقال سبحانه] {لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا} على الإيمان فيقولون: كل من الناسخ والمنسوخ من عند ربنا؛ ولأنهم إذا عرفوا ما في النسخ من المصالح ثبتوا على الإيمان {وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} معطوفان على محل ليثبت. أي تثبيتًا لهم، وهداية وبشرى.
س: قال تعالى {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ} .
وضح الشبهة التي أشار إليها القرآن الكريم في هذه الآية أيضاً؟
ج: أي: ولقد نعلم أن هؤلاء الكفار يقولون: إنما يعلم محمدًا القرآن بشر من بني آدم! وهذا البشر الذي يعمله كان قد درس التوراة والإنجيل والكتب الأعجمية؛ لأن محمدًا رجل أمي لا يمكن أن يأتي بما ذكر في القرآن من أخبار القرون الأولى.