فهرس الكتاب
الصفحة 134 من 177

س: في الآية السابقة أيضاً ما معنى الغل الذي طلبوا من الله ألا يجعله في قلوبهم؟ وهل يدخل الصحابة في قوله {للذين آمنوا} ؟

ج: {وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ} أي: غشًا وبغضًا وحسدًا.

{لِّلَّذِينَ آمَنُوا} أي: لأهل الإيمان، ويدخل في ذلك الصحابة دخولاً أوليًا لكونهم أشرف المؤمنين ولكون السياق فيهم.

س: وما حكم من لم يستغفر للصحابة على العموم أو وجد في قبله غِلاًّ تجاههم؟

ج: قال الإمام الشوكاني: (( فمن لم يستغفر للصحابة على العموم ويطلب رضوان الله لهم فقد خالف ما أمر الله به في هذه الآية.

فإن وجد في قلبه غلاًّ لهم فقد أصابه نزغ من الشيطان وحل به نصيب وافر من عصيان الله بعداوة أوليائه وخير أمة نبيه صلى الله عليه وسلم وانفتح له باب من الخذلان ما يفد به على نار جهنم إن لم يتدارك نفسه باللجوء إلى الله سبحانه والاستغاثة به بأن ينزغ عن قلبه ما طرقه من الغل لخير القرون وأشرف هذه الأمة.

فإن جاوز ما يجده من الغل إلى شتم أحد منهم فقد انقاد للشيطان بزمام، ووقع في غضب الله وسخطه.

وهذا الداء العضال إنما يصاب به من ابتلي بمعلم من الرافضة أو صاحب من أعداء خير الأمة الذين تلاعب بهم الشيطان وزين لهم الأكاذيب المختلفة والأقاصيص المفتراة وإلخرافات الموضوعة، وصرفهم عن كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه )) . اهـ

س: ما هو الشاهد من الآية الكريمة؟

ج: الشاهد من الآية الكريمة:

1 -أن فيها فضل الصحابة لسبقهم بالإيمان، وفضل أهل السنة الذين يتولونهم وذم الذين يعادونهم.

2 -فيها مشروعية الاستغفار للصحابة والترضي عنهم.

3 -فيها سلامة قلوب أهل السنة وألسنتهم لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففي قولهم: {ربنا اغفر لنا} إلخ سلامة الألسنة، وفي قولهم: {وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا} سلامة القلوب.

4 -وفي الآية تحريم سبهم وبغضهم وأنه ليس من فعل المسلمين، وأن من فعل ذلك لا يستحق من الفيء شيئًا.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام