س: قال المؤلف في تفصيله مراتب القدر: (( فالدرجة الأولى: الإيمان بأن الله تعالى عليم بما الخلق عاملون بعلمه القديم الذي هو موصوف به أزلًا وأبدًا. وعلم جميع أحوالهم من الطاعات والمعاصي والأرزاق والآجال، ثم كتب الله في اللوح المحفوظ مقادير الخلق ) ).
وفي هذه الفقرة جمع بين مرتبتين - من مراتب الإيمان بالقدر - وجعلهما مرتبةً واحدة، فما هما؟
ج: المرتبتان هما:
1 -المرتبة الأولى: الإيمان بعلم الله [1] المحيط بكل شيء من الموجودات والمعدوماتومن ذلك علمه بأعمال الخلق من الطاعات والمعاصي وعلمه بأحوالهم من الأرزاق والآجال وغيرها.
2 -المرتبة الثانية: مرتبة الكتابة، وهي أن الله كتب في اللوح المحفوظ مقادير الخلق فما يتحدث شيء في الكون إلا وقد علمه الله وكتبه قبل حدوثه.
س: أي مراتب القدر يدل عليها الحديث التالي:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (( أول ما خلق الله القلم. فقال له: اكتب. قال: وما أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة ) )فما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، جفت الأقلام وطويت الصحف )) ؟
ج: أن هذا الحديث يدل على مرتبة الكتابة وأن المقادير كلها مكتوبة.
س: ما هو ضبط قوله: (أول ما خلق الله القلم) ؟
ج: 1 - روي بنصب (أولَ) و (القلمَ) على أن الكلام جملة واحدة ومعناه: أنه عند أولِ خلقِهِ القلمَ قال له: اكتب.
2 -وروي برفع (أولُ) و (القلمُ) على أن الكلام جملتان: الأولى (أول ما خلق الله القلم) ، و (قال له اكتب) جملة ثانية. فيكون المعنى: أن أول المخلوقات من هذا العالم القلم.
هل عبارة: (فما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه. . إلخ) في الحديث السابق هي من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ وما معناها؟
ج: كلا، وإنما هي من كلام عبادة بن الصامت راوي الحديث، ومعناها: أن ما يصيب الإنسان مما ينفعه أو يضره فهو مقدر عليه لابد أن يقع به ولا يقع به خلافه.
(1) هذا العلم الذي هو صفة من صفاته تعالى الذاتية التي لا يزال متصفا بها أزلًا وأبدًا.