فهرس الكتاب
الصفحة 86 من 437

الطائفة الثانية: الذين صدقوا بنصوص الفتن وأشراط الساعة كما جاء في القرآن والسنة، وهم في إيرادهم للنصوص على طبقات كمايلي:

أ_ منهم من كان همه جمع النصوص من الأحاديث والآثار، كالإمام نعيم بن حماد في كتابه الفتن، والإمام ابن حبيب - رحمه الله - [1] في كتابه (أشراط الساعة وذهاب الأخيار وبقاء الأشرار) ، والإمام أبو عمرو الداني - رحمه الله - [2] في كتابه (السنن الواردة في الفتن وغوائلها والساعة وأشراطها) ، وبعضهم يروي الأحاديث بأسانيده، وقد بذلوا وسعهم في ذلك.

ب_ ومنهم من حاول تمييز الأحاديث الصحيحة من الضعيفة، وسلك في هذا الباب مسلك التحقيق والتخريج وتطبيق قواعد المحدثين في الحكم على الأحاديث، وممن سار على هذا المنهج على سبيل المثال مع من سبق، الإمام ابن كثير - رحمه الله -،والشيخ حمود بن عبدالله التويجري - رحمه الله -، وعدد من الرسائل العلمية في الفتن وأشراط الساعة، وغيرهم ممن يصعب الإحاطة به.

ج_ ومنهم من اعتمد على الكتب السابقة في جمع النصوص في الباب مع اعتماده على تخريجات بعض العلماء للأحاديث والآثار، وأحياناً يوردون بعض الأحاديث دون بيان درجتها من الصحة أو الضعف.

(1) ابن حبيب: هو عبدالملك بن حبيب بن سليمان بن هارون بن جلهمة بن عباس السلمي، ولد في البيرة _ مدينة أندلسية _ ونشأ بها، أخذ العلم عن علماء الأندلس ثم رحل إلى المشرق وأخذ عن أهلها، وكان فقيهاً، عالماً بالحديث، إضافة إلى علم اللغة والإعراب وفنون الأدب، ألف عدداً من المؤلفات منها: فضل الصحابة، غريب الحديث، تفسير الموطأ وغيرها، توفي عام 238 هـ، انظر: نفح الطيب للمقري 2/ 5_10، وترتيب المدارك للقاضي عياض 4/ 122، والأعلام للزركلي 4/ 157.

(2) أبو عمرو الداني: هو عثمان بن سعيد بن عثمان، أبو عمرو الداني، ويقال له ابن الصيرفي، من موالي بني أمية، أحد حفاظ الحديث، وشيخ المقرئين، ومن الأئمة في علم القرآن ورواياته وتفسيره، وصاحب التآليف الكثيرة في علوم القرآن. وهو من أهل دانية بالأندلس. ولد عام 371 هـ ودخل المشرق، فحج وزار مصر، وعاد فتوفي في بلده عام 444 هـ. له أكثر من مئة تصنيف، منها: التيسير في القراءآت السبع.

انظر: سير أعلام النبلاء 18/ 77، ونفح الطيب 2/ 135.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام