وقد قمت بدراسة الأحاديث الواردة في الفتن وأشراط الساعة واستنبطت منها منهاج النبي - عليه السلام -.ومن ذلك:
أ_ فمن الأخبار العامة ما يلي:
-عن أسامة بن زيد ب قال: أشرف النبي > على أُطُم من آطام المدينة فقال:
(هل ترون ماأرى) ؟ قالوا: لا.
قال: (فإني لأرى الفتنَ تقعُ خلال بيوتكم كوقع القطر) [1] .
فدل الحديث على إخباره > عن إقبال الفتن ورؤيته لها ونزولها كمواقع القطر.
قال الحافظ ابن حجر /: (شبه سقوط الفتن وكثرتها بسقوط القطر في الكثرة والعموم، وهذا من علامات النبوة لإخباره بما سيكون، وقد ظهر مصداق ذلك من قتل عثمان وهلمّ جرا ولا سيما يوم الحرة) [2] .
وقال ابن بطال/ [3] : (أخبر فى حديث أسامة بوقوع الفتن خلال بيوتهم، ليتوقفوا ولا يخوضوا فيها، ويتأهبوا لنزولها بالصبر، ويسألوا الله العصمة منها، والنجاة من شرها) [4] .
(1) سبق تخريجه ص 25.
(2) فتح الباري 13/ 16.
(3) ابن بطّال: هو أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك بن بطال القرطبي المغربي المالكي، روى عن أبي المطرف القنازعي ويونس بن عبد الله القاضي، توفي في صفر سنة 449 هـ، وله شرح على صحيح البخاري. انظر: شذرات الذهب 3/ 283، الأعلام 4/ 285.
(4) شرح ابن بطال على صحيح البخاري 10/ 12.