وشهد له بهذه المعجزة، ولا فرق بين المنجم والكاهن، إذ كل واحد منهما يدعي الإخبار بالغيوب، وكيف يسلم للمنجمين ما يدعونه، وأحدهم على التحقيق ما يعرف ما حدث في منزله، ولا ما يصلح أهله وولده بل لا يعرف ما يصلحه في نفسه، ويؤثر عنه أن يخبر بالغيب الذي لم يؤته الله أحدا، ولم يستودعه بشراً، إلا لرسول يرتضيه أو نبي يصطفيه) [1] .
ذهب البعض إلى أن هذه الحروف لها علاقة ورابطة قوية بحياة الإنسان ومستقبله، وبالكون ومايحدث فيه من الحوادث، ويستخرج منها أوقات الحوادث والفتن والملاحم. قال الإمام ابن كثير - رحمه الله: (وأما من زعم أنها - أي الحروف المقطعة [3] -
(1) القول في علم النجوم، ص 192.
(2) وهذه الحروف ليست أسماء لمسميات، ولاعلاقتة لها بمستقبل الإنسان ولابحياته، وإنما ألفت ليعرف تأليف الأسماء من حروف المعجم بعد معرفة حروف المعجم، ثم إن كثيراً من أهل الحساب صاروا يجعلونها علامات على مراتب العدد، فجعلوا لكل حرف قيمة عددية وفق الترتيب الأبجدي، الألف واحد، والباء اثنين، والجيم ثلاثة ... وهكذا، ثم توسع في استعماله إلى أمور باطلة وشركية. انظر: فتح الباري 11/ 351، وفتح المجيد 2/ 497، والدين الخالص 2/ 340، والتنجيم والمنجمون وحكمهم في الإسلام ص 293.
(3) وأول من ربط بين الحروف المقطعة في أوائل السور وبين حساب الجمل هم اليهود، يقول الإمام الطبري عند ذكره الخلاف في تفسير الحروف المقطعة في أوائل السور:) وقال بعضهم: هي حروف من حساب الجمَّل، كرهنا ذكر الذي حُكي ذلك عنه، إذ كان الذي رواه ممن لايعتمد على روايته ونقله) تفسير الطبري 1/ 208.