فهرس الكتاب
الصفحة 72 من 437

قال أيضاً /: (وظهور المعجزات بعد زمان النبوة، ولاسيما في هذه الأزمنة البعيدة عن زمنه - صلى الله عليه وسلم -، مما يزيد المؤمنين إيماناً، وتصديقاً بما أخبر به من الغيوب الماضية والغيوب الآتية، ممالم يقع بعد) [1] .

ومن ذلك ماوقع من مقتل عثمان بن عفان - رضي الله عنه -،فعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: (كنت مع النبي > في حائط من حيطان المدينة، وفي يد النبي > عود يضرب به بين الماء والطين، فجاء رجل يستفتح، فقال النبي >:(افتح له وبشره بالجنة) .

فذهبت فإذا أبو بكر، ففتحت له وبشرته بالجنة، ثم استفتح رجل آخر فقال: (اقتح له وبشره بالجنة) .

فإذا عمر، ففتحت له وبشرته بالجنة، ثم استفتح رجل آخر، وكان متكأ فجلس، فقال: (افتح له وبشره بالجنة، على بلوى تصيبه، أو تكون) .

فذهبت فإذا عثمان، ففتحت له وبشرته بالجنة، فأخبرته بالذي قال: قال: الله المستعان). [2]

قال الإمام القرطبي /: (وقال بعض العلماء: لو اجتمع أهل المشرق والمغرب على نصرة عثمان، لم يقدروا على نصرته؛ لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنذره في حياته وأعلمه بالبلوى التي تصيبه، فكان ذلك من المعجزات التي أخبر بوقوعها بعد موته - صلى الله عليه وسلم -، وما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئاً قط إلا كان) [3] .

(1) المرجع السابق 1/ 7، وانظر: كتاب أحاديث معجزات الرسول - صلى الله عليه وسلم - التي ظهرت في زماننا، أ. د: عبدالمهدي عبدالقادر عبدالهادي، ط الأولى (مصر: مكتبة الإيمان، 1422 هـ / 2001 م) ص 5 ومابعدها، والإيمان بالغيب، بسام سلامة، ط. الأولى (الأردن: مكتبة المنار 1403 هـ/1983 م) .

(2) أخرجه البخاري كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمر بن الخطاب 3/ 1350 - 1351 (3490، 3492) ومسلم كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عثمان بن عفان 4/ 1867 (2403) .

(3) كتاب التذكرة 3/ 1075.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام