فهرس الكتاب
الصفحة 69 من 437

حَضَرَتْ الْعَصْرُ ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى غَرَبَت الشَّمْسُ فَأَخْبَرَنَا بِمَا كَانَ وَبِمَا هُوَ كَائِنٌ فَأَعْلَمُنَا أَحْفَظُنَا) [1]

وعن عُمَرَ - رضي الله عنه - قَالَ: (قَامَ فِينَا النَّبِيُّ - عليه السلام - مَقَامًا فَأَخْبَرَنَا عَنْ بَدْءِ الْخَلْقِ حَتَّى دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ مَنَازِلَهُمْ وَأَهْلُ النَّارِ مَنَازِلَهُمْ، حَفِظَ ذَلِكَ مَنْ حَفِظَهُ وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ) [2]

وعن حُذَيْفَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: (لَقَدْ خَطَبَنَا النَّبِيُّ - عليه السلام - خُطْبَةً مَا تَرَكَ فِيهَا شَيْئًا إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ إِلا ذَكَرَهُ عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ إِنْ كُنْتُ لأرَى الشَّيْءَ قَدْ نَسِيتُ فَأَعْرِفُ مَا يَعْرِفُ الرَّجُلُ إِذَا غَابَ عَنْهُ فَرَآهُ فَعَرَفَهُ) [3]

وهذا كله داخل في شمول الإسلام لكل شيء كما قال تعالى: {مافرطنا في الكتاب من شيء} [الأنعام: 38]

ولاشك أن هذا الكم الكبير بين أيدينا من نصوص علامات الساعة وأخبار الفتن يدل على أهمية هذه الموضوعات وأنها لم تذكر إلا لحكم عظيمة، ومقاصد يريد الشارع تحقيقها.

ومن هذه الحكم _بحسب ماتبين لي من خلال النصوص، ومما ذكره العلماء _ مايلي:

فنصوص الفتن وأشراط الساعة في الجملة من الغيب الذي يجب الإيمان به، والذي يثيب الله العباد على الإيمان به، وبغيره لا يكون المؤمن مؤمناً، إذ كيف يؤمن بالله ورسوله ثم لايصدق بخبرهما، قال الله تعالى: ذلك الكتاب لاريب

فيه [البقرة:1]

(1) أخرجه مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، بَاب إِخْبَارِ النَّبِيِّ - عليه السلام - فِيمَا يَكُونُ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ 4/ 2217 (2892) .

(2) أخرجه البخاري، كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في قول الله تعالى: {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه} 3/ 1166 (3020) .

(3) أخرجه البخاري، كتاب القدر، بَاب {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} 6/ 3435 (6230) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام