فلا يصح إيمان العبد إلا بالإيمان بكل ما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - من أحكام شرعية، ومغيبات ماضية وحاضرة ومستقبلية، والتسليم له بالجميع، وفي هذا ابتلاء وامتحان للعبد، وقد نص العلماء في كتب العقائد على هذا المعنى عموماً، وفيما يتعلق بأشراط الساعة على وجه الخصوص، يقول الإمام الطحاوي/ [1] :
(ونؤمن بأشراط الساعة من خروج الدجال، ونزول عيسى بن مريم × من السماء، ونؤمن بطلوع الشمس من مغربها، وخروج دابة الأرض من
موضعها) [2] .
ويقول الإمام ابن قدامة / [3] :(ويجب الإيمان بكل ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم -،وصح به النقل عنه، فيما شاهدناه أو غاب عنا، نعلم أنه حق وصدق، وسواء في ذلك
ما عقلناه وجهلناه، ولم نطلع على حقيقة معناه ... ومن ذلك أشراط الساعة مثل خروج الدجال، ونزول عيسى بن مريم × فيقتله، وخروج يأجوج ومأجوج، وخروج الدابة، وطلوع الشمس من مغربها، وأشباه ذلك مما صح به النقل) [4] .
(1) الطحاوي: هوأحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة الأزدي الطحاوي، أبو جعفر، فقيه انتهت إليه رئاسة الحنفية بمصر، ولد عام 239 هـ في (طحا) من صعيد مصر ونشأ بها، وتفقه على مذهب الشافعي، ثم تحول حنفياً، ورحل إلى الشام سنة 268 هـ، فاتصل بأحمد بن طولون، فكان من خاصته، وتوفي بالقاهرة عام 321 هـ، من مؤلفاته: شرح معاني الآثار، و بيان السنة، وغيرها.
انظر: سير أعلام النبلاء 15/ 27 والأعلام 1/ 206.
(2) العقيدة الطحاوية، أبو جعفر الطحاوي، إعداد وتقديم زهير الشاويش، ط الثانية (بيروت: المكتب الإسلامي 1414 هـ/1993 م) ص 85، وانظر: شرح العقيدة الطحاوية 2/ 754.
(3) ابن قدامة: هو عبد الله بن محمد بن قدامة الجماعيلي المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي، أبو محمد، موفق الدين، فقيه، من أكابر الحنابلة. ولد في جماعيل (من قرى نابلس بفلسطين) عام 541 هـ، وتعلم في دمشق، ورحل إلى بغداد سنة 561 هـ فأقام نحو أربع سنين، وعاد إلى دمشق، وفيها وفاته عام 620 هـ. له تصانيف منها: المغني في الفقه، وروضة الناظر، وغيرها. انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي 22/ 165، وذيل طبقات الحنابلة لابن رجب 2/ 133، والأعلام 4/ 67.
(4) لمعة الاعتقاد، الإمام الموفق ابن قدامة المقدسي، ط. الرابعة (بيروت: المكتب الإسلامي 1395 هـ) ص 28، وانظر: شرح لمعة الاعتقاد لابن عثيمين 101،104، وانظر: النهاية في الفتن والملاحم، ابن كثير، تحقيق: محمد أحمد عبدالعزيز، ط بدون (القاهرة: دار الريان، بدون) 1/ 11،
وإتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة، ط. الثانية (الرياض: دار الصميعي 1414 هـ) 1/ 6.