أصل: التفسير والمغازي والملاحم؛ يعني أن أحاديثها مرسلة، والمراسيل قد تنازع في قبولها وردها، وأصح الأقوال: أن منها المقبول، ومنها المردود، ومنها الموقوف .. ) [1] .
وقال أيضاً:(المنقولات فيها كثير من الصدق وكثير من الكذب، والمرجع في التمييز بين هذا وهذا إلى أهل علم الحديث، كما نرجع إلى النحاة في الفرق بين نحو العرب ونحو غير العرب، ونرجع إلى علماء اللغة فيما هو من اللغة وما ليس من اللغة، وكذلك علماء الشعر والطب وغير ذلك، فلكل علم رجال ٌيعرفون به.
والعلماء بالحديث أجل ُهؤلاء قدراً، وأعظمهم صدقاً، وأعلاهم منزلةً، وأكثرهم ديناً، وهم من أعظم الناس صدقاً و أمانةً وعلماً وخبرةً فيما يذكرونه من الجرح والتعديل مثل: مالك وشعبة وسفيان ... ) [2] .
وعليه فينبغي الرجوع لأهل العلم بالحديث، ومن الضروري دراسة منهاج العلماء، وطريقتهم في فهم نصوص الفتن وأشراط الساعة.
لقد اعتنى العلماء بالنصوص الواردة في الفتن وأشراط الساعة، عناية فائقة، ويتضح ذلك من خلال الكم الكبير من المؤلفات فيها.
وقد بدأت الكتابة فيها مع بداية حركة التأليف، ويمكن تقسيم المصنفات فيها قديماً وحديثاً إلى قسمين:
(1) منهاج السنة النبوية، تحقيق: محمد رشاد سالم، ط. الثانية (القاهرة: مكتبة ابن تيمية 1409 هـ/1989 م) 4/ 117.
(2) الفتاوى 7/ 34، 4/ 85 ... .