والمعنى كثرة الكذب والروايات الموضوعة المردودة في هذه الأبواب، وقلة الصحيح فيها مقارنة بالضعيف والموضوع.
قال الخطيب البغدادي - رحمه الله - [1] :
(وهذا الكلام محمول على وجه، وهو أن المراد به كتب مخصوصة في هذه المعاني الثلاثة، غير معتمد عليها ولا موثوق بصحتها، لسوء أحوال مصنفيها، وعدم عدالة ناقليها، وزيادة القصاص فيها، فأما كتب الملاحم فجميعها بهذه الصفة، وليس يصح في ذكر الملاحم المرتقبة والفتن المنتظرة غير أحاديث يسيرة، اتصلت أسانيدها إلى الرسول - عليه السلام - من وجوه مرضية وطرق واضحة جلية ... ) [2] .
وقال أيضاً:
(أحاديث الملاحم، وما يكون من الحوادث، فإن أكثرها موضوع كالكتاب المنسوب إلى دانيال، والخطب المروية عن علي بن أبي طالب) [3] .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله: (أحاديث سبب النزول غالبها مرسل ليس بمسند، ولهذا قال الإمام أحمد بن حنبل: ثلاث علوم لا إسناد لها، وفي لفظ: ليس لها
(1) الخطيب البغدادي: هو أحمد بن علي بن ثابت البغدادي، أبو بكر، المعروف بالخطيب، أحد الحفاظ المؤرخين المقدمين. مولده في (غزية) عام 392 هـ، ورحل في طلب العلم، وتوفي عام 463 هـ.
وقد صنف جملة من المؤلفات منها: الفقيه والمتفقه، وضح أوهام الجمع والتفريق.
انظر: سير أعلام النبلاء 18/ 270، والأعلام 1/ 172.
(2) المرجع السابق 2/ 231.
(3) المرجع السابق 2/ 229.