فهرس الكتاب
الصفحة 75 من 437

فبهذا البيان والإخبار يُعلم المؤمن ماالذي يجب عليه.

حيث إنه يبين لهم مايحتاجون إليه، ويرشدهم إلى المخرج من الفتن والمحن.

عن أبي موسى ط قال: قال رسول الله >: (إن بين يدي الساعة أياما، يرفع فيها العلم، وينزل فيها الجهل، ويكثر فيها الهرج.) والهرج القتل [1] .

قال أبو إدريس الخولاني: (إنها فتن قد أظلت كجباه البقر، يهلك فيها أكثر الناس، إلاَّ من كان يعرفها قبل ذلك) [2] .

ولذا كان حُذيفة - رضي الله عنه - يقول: (لوددتُ أنّ عندي مئة رجل قلوبهم من ذهب، فأصعد على صخرة، فأحدّثهم حديثاً، لا يضرهم بعده فتنةٌ أبداً، ثم أذهب فلا أراهم، ولا يروني أبداً) [3] .

ويُستفاد مِن هذا الأثر: أنّ العلم اليقيني بالفتن سببٌ مِن أسباب البُعد عنها.

فمن فائدة هذه الأخبار إشعار العباد بقرب المعاد ليستعدوا له الاستعداد المناسب، إذ هو المقصود أصالة بذكر هذه النصوص، ولذا نجد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يربط بين هذا المعنى وبين أشراط الساعة، ومن ذلك أنه لما سئل: متى الساعة؟ قال: (وماذا أعددت لها) ؟ [4] ، وفي لفظ: (ويلك وما أعددت لها) [5] .

(1) أخرجه البخاري، كتاب الفتن، باب ظهور الفتن 6/ 2590 (6652_6656) ومسلم، كتاب العلم، باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن 4/ 2056 (2672) .

(2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 8/ 604 - 605 وغيره.

(3) أخرجه أبو داود الطيالسي كتاب الزهد، ص 265 - 266 (27) ، وابن أبي الدنيا في العزلة والانفراد، تحقيق: مشهور حسن آل سلمان، ط الأولى (الرياض: دار الوطن 1417 هـ/1997 م)

ص 148 (168) ، وابن أبي شيبة في مصنفه 7/ 454 (37157) ونُعيم بن حمَّاد في الفتن ص 61 (128) من طريق الأعمش، عن عدي بن ثابت الأنصاري، عن زرِّ بن حبيش عنه، به. وإسناده صحيح.

(4) أخرجه البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمر بن الخطاب 3/ 1349 (3485) ، ومسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب المرء مع من أحب 4/ 2032 (2639) .

(5) أخرجه البخاري، كتاب الأدب، باب ماجاء في قول الرجل: ويلك 5/ 2282 (5815) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام