فتأمل حسن إرشاده > للسائل وصرفه إلى ما يعنيه ويفيده من شأن الساعة وهي قضية الإعداد.
وعن أبي هريرة ط أن رسول الله > قال: (بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا) [1] .
قال الإمام النووي /: (مَعْنَى الْحَدِيث الْحَثّ عَلَى الْمُبَادَرَة إِلَى الأَعْمَال الصَّالِحَة قَبْل تَعَذُّرهَا، وَالاشْتِغَال عَنْهَا بِمَا يَحْدُث مِنْ الْفِتَن الشَّاغِلَة الْمُتَكَاثِرَة الْمُتَرَاكِمَة، كَتَرَاكُمِ ظَلام اللَّيْل الْمُظْلِم لا الْمُقْمِر، وَوَصَفَ > نَوْعًا مِنْ شَدَائِد تِلْك الْفِتَن، وَهُوَ أَنَّهُ يُمْسِي مُؤْمِنًا ثُمَّ يُصْبِح كَافِرًا أَوْ عَكْسه، شَكَّ الرَّاوِي وَهَذَا لِعِظَمِ الْفِتَن يَنْقَلِب الإِنْسَان فِي الْيَوْم الْوَاحِد هَذَا الانْقِلاب، وَاَللَّه أَعْلَم) [2]
وعنْه - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ > قَالَ: (بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ سِتًّا طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، أَوْ الدُّخَانَ، أَوْ الدَّجَّالَ، أَوْ الدابة، أَوْ خَاصَّةَ أَحَدِكُمْ، أَوْ أَمْرَ الْعَامَّةِ) [3]
فالنبي - صلى الله عليه وسلم - ربط بين المبادرة بالعمل وبين أشراط الساعة.
وعَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُنَّ، أَنَّ النَّبِيَّ > دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعًا يَقُولُ: (لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ) وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا، قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟
قَالَ: (نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ) [4] .
قال ابن بطال /: (أنذر النبي > في حديث زينب بقرب قيام الساعة كي يتوبوا قبل أن تهجم عليهم) [5] .
(1) أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب الحث على المبادرة بالأعمال قبل تظاهر الفتن 1/ 110 (118) .
(2) شرح صحيح مسلم 2/ 133.
(3) أخرجه مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب في بقية من أحاديث الدجال 4/ 2267 (2947) .
(4) أخرجه البخاري، كتاب الأنبياء، باب قصة يأجوج ومأجوج 3/ 1220 (3168) ومسلم كتاب الفتن وأشراط الساعة 4/ 2207 (2880) 0
(5) فتح الباري 13/ 16.