لقد تكلم العلماء كثيراً عن أشراط الساعة وقسموها باعتبارات متعددة منها:
أ_ الاعتبار الأول:
زمان خروج الأشراط. وبهذا الاعتبار قسموها إلى ثلاثة أقسام:
1_ قسم ظهر وثبت ظهوره بالكتاب والسنة، أو بتواتر الخبر الصحيح عمن سلف. مثل بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وموته، وفتح بيت المقدس وغيرها.
2_ قسم وقعت مبادؤه وظهر الكثير منه، ولم يستحكم بعد، بل لاتزال تظهر وتزيد وتكثر، ومن هذا القسم تقارب الزمن، وإلقاء الشح، وتضييع الأمانة، ونحو ذلك مما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - ووقع بعضه ولا يزال يقع حتى اليوم.
3_ العلامات العظام والأشراط الجسام، التي تعقبها الساعة، والتي لم يقع منها شيء حتى الآن، منها الدجال، ونزول عيسى - صلى الله عليه وسلم -، ويأجوج ومأجوج، والدابة، وغيرها [1] .
ب_ الاعتبار الثاني:
مكان وقوع أشراط الساعة.
وقد قسمها العلماء بهذا الاعتبار إلى قسمين: سماوية وأرضية [2] ؛ فالأشراط السماوية هي المتعلقة بالأجرام السماوية ومنها: انشقاق القمر في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومنها انتفاخ الأهلة، ومنها طلوع الشمس من مغربها.
والأشراط الأرضية وهي ماعدا الأشراط السماوية، وهي كثيرة جداً.
(1) انظر: فتح الباري 13/ 83 - 84، ولوامع الأنوار البهية، محمد بن أحمد السفاريني الحنبلي، ط الثالثة (بيروت: المكتب الإسلامي 1411 هـ/1991 م) 2/ 66 - 70.والقناعة في مايحسن الإحاطة من أشراط الساعة، تحقيق: د. محمد بن عبدالوهاب العقيل، ط الأولى (الرياض: مكتبة أضواء السلف، 1422 هـ) ص 132. و الإشاعة لأشراط الساعة ص 25.
(2) انظر: شرح العقيدة الطحاوية، ابن أبي العز، تحقيق: د. عبدالله بن عبدالمحسن التركي والشيخ شعيب الأرناؤوط، ط الأولى (بيروت: مؤسسة الرسالة 1408 هـ/1988 م) 2/ 758، وفقد جاء أشراطها، محمود عطيه محمد علي، ط الأولى (الدمام: رمادى للنشر، 1416 هـ) ص 55.ٍ