فهرس الكتاب
الصفحة 43 من 437

ج_ الاعتبار الثالث:

في نفس الشرط من حيث كونه مما اعتاده الناس أم لا، وقسمها العلماء بهذا الاعتبار إلى قسمين:

قسم يكون من النوع المعتاد، وقسم غير معتاد.

قال الإمام القرطبي - رحمه الله: (علامات الساعة على قسمين: مايكون من النوع المعتاد وغيره) [1] ، وذكر من المعتاد ماجاء في حديث جبريل المشهور، ومن غير المعتاد طلوع الشمس من مغربها فتلك مقاربة لها. [2]

ومن العلماء من قسم أشراط الساعة إلى أشراط كبرى وأشراط صغرى،

وقد تكلم العلماء في هذا التقسيم، وحصل خلاف ونزاع بينهم، نظراً لعدم وجود نص يقطع النزاع.

فمنهم من خلط بين القسمين، فجعل بعض الشرائط الصغرى من الكبرى، كالقحط، وقبض أرواح المؤمنين قبل الساعة، وبقاء شرار الخلق الذين عليهم تقوم الساعة، وغير ذلك من الأشراط الصغرى.

ومنهم من جعل هذه العلامات وغيرها ملازمة للكبرى، أو تظهر بعدها.

ومنهم من قسمها إلى قسمين:

علامات صغرى: وهي التي تتقدم الساعة بأزمان بعيدة متطاولة، وتكون في أصلها معتادة الوقوع.

وعلامات كبرى: وهي التي تقارب قيام الساعة مقاربة وشيكة سريعة، وتكون في ذاتها غير معتادة الوقوع [3] .

(1) انظر: فتح الباري 1/ 121.

(2) انظر: شرح العقيدة الطحاوية 2/ 758.

(3) انظر: مقدمة التصريح بما تواتر في نزول المسيح - عليه السلام -، محمد أنور الكشميري، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، ط الخامسة (حلب: مكتبة المطبوعات الإسلامية، 1412 هـ) ص 9، وفتح الباري 13/ 485، وإكمال المعلم شرح صحيح مسلم، أبوعبدالله المالكي (بيروت: دار الكتب العلمية، بدون) 1/ 70، وأشراط الساعة، يوسف الوابل، ط السادسة (الدمام: دار ابن الجوزي، 1416 هـ) ص 77.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام