فهرس الكتاب
الصفحة 356 من 437

3_ لوي أعناق النصوص الواردة في السفياني وغيره حتى توافق مسلكهم وطريقتهم، فيضعون أصولاً من بنيات عقولهم ثم يلوون لها النصوص لتوافق أصولهم المخترعة، ويتعسفون في تطبيقها على غير واقعها، فهذا النص يدل على فلان، وهذا يدل على فلان، والثالث على صدام، وأقوالهم معارضة بأقوال أخرى.

وفي ظل هذا كله غاب المنهج الصحيح عندهم في الاستنباط والفهم والاستقراء، وكان الواجب أن يثبت النص ثم يفهمه فهماً جيداً وفق ضوابط فهم النصوص ثم يترك الواقع هو الذي يفسر النص بعيداً عن التكلف والتعسف.

ثالثاً: الإخلال بالضوابط المتعلقة بمن يقوم بتنزيل النصوص على الواقع، وذلك من الأوجه التالية:

1_ يتضح من بعض الكتابات أنها لم تلتزم الموضوعية ولم تتخلص من الهوى، ورغبات النفس، وضغط الواقع بأحداثه العظيمة، وهذا ظاهر من التكلف في حمل بعض الآثار على أشخاص، وتعليق النصر وخروج الأمة مما هي فيه عليه، كما قال الدكتور فاروق الدسوقي: (( إلى فخامة الرئيس العراقي صدام حسين، أيها الجابر، أيها الأزهر، قائد أولي البأس الشديد ) ) [1] .

2_ لم يرجعوا إلى كلام العلماء في السفياني، وإنما هي اجتهادات فردية من أناس أغلبهم غير متخصصن في العلم الشرعي.

بل نجد أن بعضهم يعتمد على بعض، فمثلاً أمين محمد جمال الدين يتابع محمد عيسى داود، وهذا الآخير صحفي ولم يعرف بالعلم الشرعي، فهل يصلح أن يكون مرجعاً؟!.

ونجد أن الدكتور فاروق الدسوقي يثني على سعيد أيوب صاحب كتاب (المسيح الدجال قراءة سياسية في أصول الديانات الكبرى) ، ومحمد عيسى داود صاحب كتاب (المسيخ الدجال يغزو العالم من مثلث برمودا) قائلاً:"فكل منهما"

(1) البيان النبوي بانتصار العراقيين على الروم والترك، وتدمير إسرائيل وتحرير الأقصى ص 5.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام