ووجه الدلالة منها: أن الله تعالى جمع بين مشاقة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وبين مخالفة سبيل المؤمنين في الوعيد، فلو كان إتباع غير سبيل المؤمنين مباحاً لما جمع بينه وبين المحظور، ومتابعة غير سبيلهم تقع بمخالفة أقوالهم وأفعالهم [1] .
والإجماع يعتمد على دليل سمعي: من كتاب الله، أو سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،لا قياس ولا أمارة ولا غير ذلك [2] .
وقد خالف بعضهم هذا المنهاج في تلقي العقيدة، من مصادرها المتفق عليها، واستبدلوها بمصادر مختلفة، ومتنوعة.
وسأعرض لبعضها مع بيان مدى صحة الاعتماد عليها في أمور الغيب كأشراط الساعة، ومنها:
والمراد بالإسرائيليات هي: الأخبار الإسرائيلية التي اصطلح إطلاقها على كل ما تطرق إلى التفسير والحديث، من أساطير قديمة منسوبة في أصل روايتها إلى مصدر يهودي أو نصراني. [3]
أقسام الإسرائيليات والموقف منها:
وينبغي أن يعلم أن الإسرائيليات على ثلاثة أقسام:
أحدها: ما علمنا صحته مما بأيدينا مما يشهد له بالصدق فذاك صحيح.
الثاني: ما علمنا كذبة بما عندنا مما يخالفه.
(1) انظر: مجموع فتاوي ابن تيمية 19/ 178، 3/ 157، وأنوار التنزيل للبيضاوي 1/ 243، 244.
(2) انظر: منهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد، عثمان بن علي حسن، ط. الثالثة (الرياض: مكتبة الرشد 1415 هـ) 1/ 154.
(3) انظر: التفسير والمفسرون، محمد السيد حسين الذهبي، ط. الثانية (مصر: مطبعة السعادة، 1396 هـ) 1/ 165.