فهرس الكتاب
الصفحة 129 من 437

الثالث: ما هو مسكوت عنه، لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل، فلا نؤمن به ولا نكذبه، ويجوز حكايته لقوله - صلى الله عليه وسلم: (بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) [1] .

وغالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود إلى أمر ديني، ولهذا يختلف علماء أهل الكتاب في مثل هذا كثيراً، ويأتي عن المفسرين خلاف بسبب ذلك، كما يذكرون في مثل هذا أسماء أصحاب الكهف، ولون كلبهم وعدتهم، وعصا موسى من أي الشجركانت، وأسماء الطيور التي أحياها الله لإبراهيم، وتعيين البعض الذي ضرب به القتيل من البقرة، ونوع الشجرة التي كلم الله منها موسى ... ، إلى غير ذلك مما أبهمه الله تعالى في القرآن، مما لا فائدة من تعيينه تعود على المكلفين في دنياهم ولا دينهم، ولكن نقل الخلاف عنهم في ذلك جائز [2] .

قال الإمام ابن كثير - رحمه الله: (ولسنا نذكر من الإسرائيليات إلا ما أذن الشارع في نقله، مما لا يخالف كتاب الله ولا سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وهو القسم الذي لا يصدق ولا يكذب، مما فيه بسط لمختصر عندنا، وتسمية لمبهم ورد به شرعنا، مما لا فائدة في تعيينه لنا، فنذكره على سبيل التحلي به، لا على سبيل الاحتياج إليه، والاعتماد عليه) [3] .

وذكر في موضوع آخر: (إذا تقرر جواز الرواية عنهم فهو محمول على ما يمكن أن يكون صحيحاً، فأما ما يعلم أو يظن بطلانه بمخالفته الحق الذي بأيدينا

(1) أخرجه البخاري، كتاب الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل 3/ 1275 (3274) .

(2) انظر: مقدمة في أصول التفسير، ابن تيمية، تحقيق محمود محمد نصار، ط. بدون (مكتبة التراث الإسلامي، القاهرة، سنة بدون) ص 98 - 99.

(3) البداية والنهاية، ابن كثير، تحقيق: د. عبدالله بن عبدالمحسن التركي، ط. الأولى (بدون: دار هجر 1419 هـ/1998 م) 4/ 221، وتفسير القرآن العظيم، ابن كثير، ط. بدون (بيروت: دار المعرفة 1412 هـ/1991) 1/ 4.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام