فهرس الكتاب
الصفحة 77 من 437

يقول الحافظ ابن حجر/: (والحكمة في تقدم الأشراط إيقاظ الغافلين، وحثهم على التوبة والاستعداد) . [1]

وقال القرطبي /: (قال العلماء - رحمة الله عليهم: والحكمة في تقديم الأشراط ودلالة الناس عليها، تنبيه الناس عن رقدتهم، وحثهم على الاحتياط لأنفسهم بالتوبة والإنابة، كيلا يعافصوا بالحول بينهم وبين تدارك الفوارط منهم، فينبغي للناس أن يكونوا بعد ظهور أشراط الساعة قد نظروا لأنفسهم، وانفطموا عن الدنيا، واستعدوا للساعة الموعود بها، والله أعلم، وتلك الأشراط علامة لانتهاء الدنيا وانقضائها) [2] .

وقال المناوي /: (المراد الحث على المسارعة بالعمل الصالح قبل تعذره أو تعسره بالشغل عما يحدث من الفتن المتكاثرة المتراكمة كتراكم الليل) [3] .

فأشراط الساعة مواعظ تزجر القلوب لتُقبل على علام الغيوب -جل وعلا-، وقد كان السلف الصالح - رحمهم الله - ينظرون للساعة وعلاماتها على أنها اليوم أوغداً، وليس كما ينظر لها بعض أهل زماننا الذين غرهم طول الأمل، وأصبحت علامات الساعة أحاديث تقرأ على الناس دون استشعار لمعانيها وقربها.

فيشعر المسلم بالطمأنينة لما تشير إليه من مبشرات لمستقبل الصراع مع الكفر والضلال، فلا ينزعج المسلم، ولا يحزن ولا يقلق لما يرى من ضعف أو انحراف؛ لأنه يعلم علماً يقينياً أن النصوص من القرآن والسنة بشرت بالتمكين للدين، وظهوره على

(1) فتح الباري 11/ 357، وانظر: السنن الواردة في الفتن وغوائلها والساعة وأشراطها، أبو عمرو عثمان الداني، تحقيق: د. ضياء الله المباركفوري، ط. الأولى (الرياض: دار العاصمة 1416 هـ/1995 م) 1/ 63، 178، والإشاعة لأشراط الساعةص 24، والإذاعة لما كان ويكون بين يدي الساعة ص 41 ومابعدها، ولوامع الأنوار البهية 2/ 65.

(2) انظر: التذكرة 3/ 1217.

(3) فيص القدير 3/ 194.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام