مخالفاً للسلف مجاراة لهذه العلوم والكشوف ولأربابها، ومن علامات هذه الفتنه في القلوب الذل النفسي، وتعظيمهم، واحتقار وازدراء ما خالف هديهم، يستحيل أن يحل في قلب المؤمن؛ لأن له نصيب وحظ من العلم والعز الذي جاء به نبيه) [1] .
وسأضرب لذلك بمثالين هما: خروج الدجال ونزول عيسى ×، والدابة،
وهي على النحو التالي:
فقد ذهب البعض إلى تنزيل نصوص الدجال وعيسى × على عدد من الصور المشاهدة في الحضارة الغربية وماعندهم من تقدم ومن ذلك:
1_ أن الدجال رمز للحضارة الغربية وخاصة الشر منها وأن عيسى - عليه السلام - رمز للخير من تلك الحضارة.
وقد ذهب إلى هذا الشيخ محمد عبده [2] ،وتبعه الشيخ محمد فهيم أبو عبيه حيث قال: (ثم سرنا مع القائلين بأن ظهور المهدي ونزول عيسى - عليه السلام - هما رمزان لانتصار الخير على الشر [3] ، وأن الدجال رمز الاستشراء الفتنه واستعلاء الضلال فترة من الزمان، ثم تهد قوائمه وتدرك دعائمه، بصولة الحق بإذن الله) [4] .
وقال أيضاً معلقاً على ما مع الدجال من جنة ونار: (إشارة إلى ما يتوفر للدجاجلة دعاة الباطل ونصراء الهوى من القوى المادية التي تفتن ضعاف النفوس،
(1) إبطال دعوى الخروج ليأجوج ومأجوج (بدون معلومات نشر) ص 75.
(2) تفسير المنار، ط. الثانية (بيروت: دار المعرفة، بدون) 3/ 317.
(3) انظر: الغيبيات في ضوء السنة، محمد همام، ط. الأولى (بدون 1406 هـ/1986 م) ص 191. وحوار حول أحاديث الفتن وأشراط الساعة، جواد عفانه ص 52 - 60 ونهاية العالم، منصور عبد الحكيم، ص 218.
(4) مقدمة تحقيق النهاية في الفتن والملاحم لابن كثير ص 1/ 5، 71.