العشر القادمة، وكلما قدمت معلومة ألزمت نفسي بتقديم المصادر والأدلة التي يطمئن إليها القارئ الكريم) [1] .
3 -محاولة التوفيق بين نصوص أشراط الساعة وما وصل إليه الغرب من حضارة وتقدم:
لا شك أن الإنسان يتأثر بمن حوله، وبما يوجد في عصره من وسائل ومتغيرات، والناس يتفاوتون في هذا التأثر ما بين مستقل ومستكثر، إلا أن الواجب أن لا ينسلخ الإنسان من عقله وفكره بل ودينه، ويصبح أسيراً للمتغيرات، وخاصة المادية منها.
والناظر في أحوال المسلمين على مدى عدة قرون يرى أن الأمة الإسلامية مرت، ولا زالت تمر بحالات من التخلف، وعدم مواكبة العصر، وخاصة في المجال التقني والصناعي، مما جعل بعض المسلمين ينظر إلى ما عند الغرب من تقدم وإنتاج بإعجاب وانبهار.
وهذا هو الذي جعل طائفة من الناس يحاولون أن يوجدوا لهم موضع قدم في الحضارة، فقاموا بتفسير بعض النصوص من الكتاب والسنة _خاصة نصوص الفتن وأشراط الساعة_لتوافق ما وصل إليه الغرب من مخترعات، حيث أنهم وجدوا النصوص تخبر عن وقوع أحداث، وخروج رجال في آخر الزمان فدفعهم حب التقدم على الآخرين، وإثبات الذات، والرغبة في مسايرة ركب الحضارة، وبيان أن الدين سابق للعَالم في اكتشاف بعض المخترعات، دفعهم ذلك كله إلى تنزيل ما ورد في النصوص على الواقع المشاهد أمامهم.
يقول الشيخ عبد الكريم بن صالح الحميد _ حفظه الله: (لقد ابتلى أهل الوقت بالغربيين وعلومهم واكتشافاتهم وخوارقهم، بهرهم ذلك وأخذ بعقولهم وما علموا أنه فتنه، وأنه توطئه وتمهيد للدجال، وكثير منهم أولوا القرآن وأحاديث الرسول تأويلاً
(1) دمار أمريكا على الأبواب، ط. بدون (القاهرة: مدبولي الصغير، بدون) ص 9 - 10.