وليس ثمة -والعلم لله - نار ولا جنة على الحقيقة بين يدي الدجال مهما كان دجله) [1] .
ويتضح من هذا النص مدى التأثر بالقوى المادية مما جعله يحملها على الدجال، ويؤكد الشيخ محمد أبو عبية هذا المعنى بقوله:
(رد كل الأحاديث الواردة في الدجال أمر غير مقبول لتوافرها وتعدد طرق روايتها، وإنما المقبول والمعقول رد ما جاء في بعضها مما لا يلتئم وطبيعة الحياة، ولا يتفق ومصلحة البشر.
ثم إنه ليس ما يمنع من أن يفهم الدجال على أنه إشارة نبوية صادقة إلى ما سيكون من ظهور دعاة للشر يكذبون على الله، ويموهون الحقائق، ويستعينون على تحقيق ما يريدون بما يتوفر لهم من القوة، ووسائل البطش، ومغريات الحياة التي لا يستطيع مقاومتها من حرم الحظ من قوة الإيمان وثبات العقيدة، فتستهويه بأنوارها لتحرقه بنارها، وما أكثر الفراش، بين بني الإنسان، وليس ما يأخذ يحجز البشر عن النار إلا ما يستقر في قلوبهم من الإيمان القوي المتين، الذي يشمخ عن مجارات تيارات الرغبة والرهبة في دنيا الناس) [2] .
ويا ليت الشيخ محمد أبو عبية شمخ بإيمانه، وثبات عقيدته في وجه الحياة المادية وأمام عقله، فآمن بالغيب، وبما أخبر به الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم - كما ورد دون محاولة لصرفه عن معناه تأثراً بالرغبة والرهبة في دنيا الناس. [3]
2_ نسبة أفعال إلى الدجال لم ترد في الكتاب والسنة:
(1) المرجع السابق 1/ 121.
(2) المرجع السابق، 1/ 58، 148،152
(3) وقد رد على محمد أبو عبية وغيره، طائفة من أهل العلم منهم الشيخ محمد الحامد- رحمه الله - في كتابه ردود على أباطيل 1/ 355.، والشيخ حمود التويجري - رحمه الله - في كتابه إتحاف الجماعة 3/ 142.، و سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله-، انظر: عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر، الشيخ عبدالمحسن بن حمد العباد، ط. الأولى (القاهرة: مكتبة السنة 1416 هـ/1996 م) ص 7، و الأستاذ سعيد حوى في كتابه الأساس في السنة 2/ 77