فهرس الكتاب
الصفحة 106 من 437

بعضه ولا يصرح به خوفاً على نفسه منهم؛ كقوله أعوذ بالله من رأس الستين وإمارة الصبيان، يشير إلى خلافة يزيد بن معاوية؛ لأنها كانت سنة ستين من الهجرة.

واستجاب الله دعاء أبي هريرة فمات قبلها بسنة، وستاتي الإشارة إلى شيء من ذلك أيضا ًفي كتاب الفتن إن شاء الله تعالى.

قال بن المنير: جعل الباطنية هذا الحديث ذريعة إلى تصحيح باطلهم حيث اعتقدوا أن للشريعة ظاهرا ًوباطنا ًوذلك الباطن إنما حاصله الانحلال من الدين.

قال: وإنما أراد أبو هريرة بقوله"قطع"أي قطع أهل الجور رأسه إذا سمعوا عيبه لفعلهم وتضليله لسعيهم، ويؤيد ذلك أن الأحاديث المكتوبة، لو كانت من الأحكام الشرعية ما وسعه كتمانها لما ذكره في الحديث الأول من الآية الدالة على ذم من كتم العلم [1] .

وقال غيره يحتمل أن يكون أراد مع الصنف المذكور ما يتعلق بأشراط الساعة وتغير الأحوال والملاحم في آخر الزمان، فينكر ذلك من لم يألفه ويعترض عليه من لا شعور له به) [2] .

5 -أما الاستدلال بمقولة الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله: (ثلاثة أمور لم يصح فيها شيء: التفسير والفتن والملاحم) فقد رواها عنه عبدالملك الميموني قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: (ثلاثة كتب ليس لها أصول: المغازي، والملاحم، والتفسير) [3]

(1) عن أبي هريرة ط قال: (إن الناس يقولون أكثر أبو هريرة، ولولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثا، ثم يتلو: {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات - إلى قوله - الرحيم} . إن إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق، وإن إخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم، وإن أبا هريرة كان يلزم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشبع بطنه، ويحضر ما لا يحضرون، ويحفظ ما لا يحفظون.) أخرجه البخاري، كتاب العلم، باب حفظ العلم 1/ 55 (118) .

(2) فتح الباري 1/ 261.

(3) الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، تحقيق: محمود الطحان، ط. بدون (الرياض: مكتبة المعارف 1403 هـ/1983 م) 2/ 231.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام