فهرس الكتاب
الصفحة 151 من 437

يوضح ذلك بقوله: (المصدر الثالث لتنبؤات نوستراداموس هي الأحاديث النبوية التي تحدثت عن الغيب وعلامات الساعة، والتي لم تصل كلها إلينا ... وكما جاء في سيرة نوستراداموس أن جده كان لديه الكثير من تلك المخطوطات، واحتفظ بها نوستراداموس ومن خلال تلك المخطوطات كتب تنبؤاته الشهيرة) [1]

يقول الخطيب البغدادي - رحمه الله - شارحاً أحوال الناس مع المنجمين، وسبب وقوعهم في شراكهم قال: (إنما يدخل الشبه على الناس في أمر المنجمين من قبيل أنهم يرون المنجم يصيب في مسألة تقع بين أمرين، كالجنين الذي لا يخلو من أن يكون ذكرا أو أنثى، أو المريض الذي لا يخلو من أن يصح أو يموت، والغائب الذي لا يخلو من أن يقيم بمكان أو يئوب.

ومن شأن الناس أن يحفظوا الصواب، للعجب به والشغف، ويتناسوا الخطأ؛ لأنه الأصل الذي يعرفونه، والأمر الذي لا ينكرونه، ومن ذا الذي يتحدث بأنه سأل المنجم فأخطأ، وإنما التحدث بأنه سأله فأصاب، والصواب في المسألة إذا كان بين أمرين قد يقع أحيانا للمعتوه والطفل، فضلاً عن المتلطف الرفيق، والقول في إصابة المنجم كقول الشاعر في الطيرة:

تعلم أنه لا طير إلا على متطير وهي الثبور

وشئ قد يوافق بعض شئ أحيانا وباطله كثير

وإن وجد لم يدعي الأحكام إصابة في شئ، فخطؤه أضعافه، ولا تبلغ إصابته عشر معشاره، وتكون الإصابة اتفاقاً كما يظن الظان المنافي للعلم المقارن للجهل الشئ فيكون على ظنه، ويخطئ فيما هو معلوم أكثر عمره، ولا يقال: إن هذه إصابة يعول عليها، ويرجع إليها، بل إذا تكررت منه الإصابة في قوله، وكثر الصدق في لفظه، والصحة في حكمه، ولم يخرم منه إلا الأقل، حينئذ سلمت له هذه الفضيلة

(1) انظر: السيناريو القادم لأحداث آخر الزمان، ط. الأولى (بيروت: دار الكتاب العربي 2004 م) ص 69 ومابعدها، وكتاب تنبؤات نوستراداموس ومخططات اليهود والعالم الإسلامي، منصور عبدالحكيم، ط. الأولى (بيروت: دار الكتاب العربي 2004 م) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام