يلقيها وربما ألقاها قبل أن يدركه فيكذب معها مائة كذبة فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا: كذا وكذا فيصدق بتلك الكلمة التي سمع من السماء) [1] .
وعبارات أهل العلم الدالة على تحريم الكهانة والتنجيم والاشتغال به وبيان بطلانه وعدم جواز الأخذ به كثيرة.
أبرز المنجمين الذين اعتمد عليهم:
لعل من أبرز المنجمين والذي يكثر تداول اسمه مع مختلف الأزمات والفتن رجل يهودي يعرف بـ (ميشيل نوستراداموس) [2] وبرز هذا الاسم بشكل ملحوظ مؤخراً خاصة مع أحداث 11 من سبتمبر، فقد حظيت كتاباته بانتشار كبير، وكثر طرح مختلف تنبؤاته في مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة.
وكان لهذه الشخصية حضور غريب في كتابات كثير من المتكلمين حول أشراط الساعة في محاولة للاستفادة من تكهنات هذه المنجم في عملية ربط هذه الأشراط بوقائع محددة.
وممن اعتمد عليه من الكتاب، وربط بين تنجيمه، ونصوص أشراط الساعة:
أ_ أمين محمد جمال الدين حيث يقول: (ونقول: إن ما جاء به نوستراداموس هو من تراثنا المنهوب، وميراثنا المسلوب، الذي سقط منا فالتقطوه، وجهلناه وعلموه) [3]
ب_ فهد سالم: فقد استدل بنبؤاته على أحداث الشرق الأوسط [4] .
ج _ منصور عبدالحكيم، فقد ألف كتاباً عن نوستراداموس سماه (تنبؤات نوستراداموس ومخططات اليهود والعالم الإسلامي) ، ويرى المؤلف أن هذا الكاهن استمد تنبؤاته من المصادر الإسلامية التي لم تصل إلينا، بسبب سرقتها في عصور مختلفة.
يقول: (وقد صدرت الطبعة الأولى من شروح(د. دوفنبرون) لنبوءات نوستراداموس عام 1938 م، وهو من أشهر من شرح تلك النبوءات، وجاءت نبوءات نوستراداموس تحمل في طياتها أخباراً عن أحداث تحدث في المستقبل القريب والبعيد بعد نوستراداموس وحتى بعد القرن العشرين، فذكر فيها الثورة الفرنسية ونابليون، وهتلر والحرب العالمية الثالثة والمهدي المنتظر والمسيح الدجال والحرب العالمية الأولى والثانية وأحداث أخرى لم تحدث، فكيف عرف نوستراداموس كل تلك الأمور والحقائق) [5] .
(1) أخرجه البخاري، كتاب التفسير، باب قَوْلِهِ {إِلا مَنْ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ}
(2) نوستراداموس هو اسم لاتيني لطبيب ومنجم فرنسي نسبة للمكان الذي كان يسكن فيه، ولد عام 1503 م، واسمه الأصلي ميشيل دي نوتردام، كان والده طبيبًا مشهورًا، وكذلك جده الذي أشرف على تعليمه أسرار هذه المهنة، وكانت وقتها تختلط بالسحر والكهانة والتنبؤ بالمستقبل وبالطقوس الدينية أيضًا، إضافة إلى تعليمه الرياضيات وعلوم الفلك. وعرف نوسترآداموس بنبوغه في الطب ولم يكن يتجاوز العشرين من عمره، وكان قد تخرج في أكاديمية مونبيليه واحترف العمل طبيبًا في سن مبكرة، قام بكتابة كتاب اسمه التنبؤات Les) (Propheties الذي يحتوي على أهم الاحداث التي سوف تحدث في زمانه إلى نهاية العالم الذي توقع هو ان يكون في عام 3797 م وكان يقوم بكتابة الاحداث على شكل رباعيات غير مفهومة وقام بعض العامة بتفسير تلك النبوءات بالتواصل مع الاشخاص المعنيين الذين ذكرهم المنجم في كتابه، وذاع صيته بعد كتابته كتاب) التنبؤات الذي عرف بتنبؤآت نوسترداموس Les Propheties )) عند العامة الامر الذي ادى إلى ان جعل الناس يتوافدون إليه من كل مكان حتى مماته عام 1566. انظر: كتاب تنبؤات نوستراداموس (القاهرة: مكتبة مدبولي) .
(3) هرمجدون ص 14.
(4) أسرار الساعة ص 34، 132.
(5) المرجع السابق ص 67.