وخرجوا بذلك عن حيز العلماء لردهم ما تواترت به الأخبار الصحيحة من غير وجه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) [1] .
وممن أنكره من المتأخرين: مقلدين فيه من سبق محمد عبده [2] - مع تناقضه في ذلك تارة بالنفي وتارة بالإثبات، لكن مع تفسيرها تفسيرات غريبة توافق العصركما يقال - وتبعه على ذلك عدد من الكتاب والمؤلفين منهم:
محمد فهيم أبو عبيه، [3] وإن كان تارة يزعم أنه رمز للخرافات والدجل واستشراء الباطل وأنه ليس من بني آدم، وتارة يثبته ولكن ينفي ما مع الدجال من خوارق.
قال في مقدمة تعليقه على كتاب النهاية في الفتن والملاحم للإمام ابن كثير - رحمه الله: (ثم سرنا مع القائلين بأن ظهور المهدي، ونزول عيسى - عليه السلام -،هما رمزان لانتصار الخير على الشر، وأن الدجال رمزلاستشراء الفتنة، واستعلاء الضلال فترة من الزمن) . [4]
وكذا قال مصطفى محمود: (والمسيخ الدجال قد ظهر بالفعل ... مدنية العصر الذري، العوراء العرجاء التي تتقدم في اتجاه واحد، وترى في اتجاه واحد؛ هو الاتجاه المادي) [5] .
(1) النهاية في الفتن والملاحم 1/ 148.
(2) هو محمد عبده بن حسن خير الله، من آل التركماني، مفتي الديار المصرية.
ولد في شنرا (من قرى الغربية بمصر) عام 1266 هـ، ونشأ في محلة نصر (بالبحيرة) ، وأحب في صباه الفروسية والرماية والسباحة، وتعلم بالجامع الأحمدي بطنطا ثم بالأزهر.
سافر إلى باريس فأصدر مع صديقه وأستاذه جمال الدين الافغاني جريدة (العروة الوثقى) ، وعاد إلى بيروت فاشتغل بالتدريس والتأليف، وسمح له بدخول مصر، فعاد سنة 1306 هـ، وتولى منصب القضاء، ثم جعل مستشاراً في محكمة الاستئناف، فمفتيا للديار المصرية (سنة 1317 هـ) واستمر إلى أن توفي بالإسكندرية عام 1323 هـ ودفن في القاهرة. انظر: الأعلام 6/ 252.
(3) النهاية في الفتن والملاحم 1/ 6.
(4) المرجع السابق 1/ 6، 118، 138.
(5) رحلتي من الشك إلى الإيمان، ط. بدون (بيروت: دار العودة، بدون) ص 105 وانظر: كتابه
(المسيخ الدجال) (بدون معلومات نشر) ، وانظر: شطحات مصطفى محمود في تفسيراته العصرية للقرآن الكريم، عبدالمتعال محمد الجبري، ط. بدون (مصر: دار الاعتصام، بدون) .