فهرس الكتاب
الصفحة 83 من 437

الطائفة الأولى: الذين أنكروا بعض أشراط الساعة وخاصة الدجال، ونزول عيسى - عليه السلام -، ويأجوج ومأجوج والدابة، فالدجال مثلاً أنكره من المتقدمين:

بعض الخوارج [1] والجهمية [2] وبعض المعتزلة [3] ، قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله: (وَقَدْ خَالَفَ فِي ذَلِكَ بَعْض الْخَوَارِج وَالْمُعْتَزِلَة وَالْجَهْمِيَّة فَأَنْكَرُوا وُجُوده وَرَدُّوا الأحَادِيث الصَّحِيحَة، وَذَهَبَ طَوَائِف مِنْهُمْ كَالْجُبَّائِيِّ [4] إِلَى أَنَّهُ صَحِيح الْوُجُود، لَكِنْ كُلّ الَّذِي مَعَهُ مَخَارِيق وَخَيَالات لا حَقِيقَة لَهَا) [5] .

وقال الإمام ابن كثير - رحمه الله: (وقد أنكرت طوائف كثيرة من الخوارج والجهمية وبعض المعتزلة خروج الدجال بالكلية، وردوا الأحاديث الواردة فيه فلم يصنعوا شيئاً،

(1) الخوارج: هم أول فرقة ظهرت في تاريخ الإسلام، فقد خرجوا على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وقالوا بتكفير بعض الصحابة، ومن عقائدهم: وجوب الخروج على الأئمة المسلمين المرتكبين للظلم أو الفسق، وتكفير مرتكب الكبيرة، والقول بتخليده في النار، وإنكار الشفاعة، انظر: الفرق بين الفرق ص 72، ومقالات الإسلاميين 1/ 167، والملل والنحل 1/ 114.

(2) الجهمية: هم إحدى الفرق الكلامية التي تنتسب إلى الإسلام، قامت على البدع الكلامية والآراء المخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة، متأثرة بعقائد اليهود والصابئة والفلاسفة، وتنتسب إلى الجهم بن صفوان، ومن عقائدهم: إنكار جميع الأسماء والصفات، والقول بأن القرآن مخلوق، وغيرها. انظر: الفرق بين الفرق ص 211، والملل والنحل 1/ 73.

(3) المعتزلة: هم فرقة نشأت على يد واصل بن عطاء عام 105 هـ، وقد اعتمدت على العقل المجرد في فهم العقيدة لتأثرها ببعض الفلسفات المستوردة، مما أدى إلى انحرافها عند عقيدة السلف. وسبب تسميتهم بالمعتزلة نسبة لاعتزال واصل بن عطاء لحلقة الحسن البصري، ومن عقائدهم: إنكار جميع الصفات، والقول بأن مرتكب الكبيرة لا مؤمن ولا كافر، والقول بخلق القرآن، وغيرها. انظر: الفرق بين الفرق ص 114، والملل والنحل 1/ 43.

(4) الجبائي: هو أبو علي محمد بن عبدالوهاب الجبائي، نسبة إلى جبّي، وهي بلد من أعمال خورستان في طرف من البصرة والأهواز، وهو شيخ المعتزلة في البصرة، تلقى الاعتزال عن أبي يعقوب الشحام، وكان مع حداثة سنه معروفاً بقوة الجدل، توفي سنة 303 هـ. انظر: التبصير في أمور الدين ص 79، والروض المعطار ص 156، ومعجم البلدان 2/ 97.

(5) فتح الباري 13/ 131.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام