فهرس الكتاب
الصفحة 57 من 437

والناس حين يواجهون أمواج البحر مجتمعين، في أية حالة من حالاته، فإنه يسمع لهم صراخ وعويل وتهارش وتخاصم، لا يسمع الواحد منهم الآخر، وكل يريد أنْ ينجو بنفسه، وقد يُغرِق الواحدُ منهم غيرَه لينجو هو) [1] .

4)أنها لاتدع بيتاً إلا دخلته:

عن عوف بن مالك ط قال: أتيتُ النبيَّ > في غزوة تبوك، وهو في قُبَّةٍ من أَدَمٍ، فقال: (أعْدُد سِتاً بينَ يَدَيِ الساعةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِسِ ثُمَّ مُوْتَانٌ: يَأْخُذُ فيكُم كَقُعَاصِ الغَنَمِ، ثم استِفَاضَةُ المالِ حَتَّى يُعطى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطاً، ثمَّ فِتْنَةٌ لايَبْقَى بَيْتٌ من العَرَبِ إلاَّ دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكونُ بَيْنَكُم وبيْنَ بَنِي الأَصْفَرِ، فَيَغْدِرُونَ فَيَأتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِيْنَ غَايَةً، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً) [2] .

وفي رواية عن عوف بن مالك ط عن النبي > أنه قال: (ياعوفُ احفظ خلالاً ستاً بين يدي الساعة: ... -وذكر منها-ثم فتنة تكون بينكم حتى لايبقى بيت مؤمن إلاّ دخلته ... ) الحديث [3]

5)أنها تُذْهِبُ العُقُول:

عن أبي موسى الأشعري ط قال: كان رسول الله > يحدثنا (أن بين يدي الساعة الهرج) ، قيل: وما الهرج؟ قال: (الكذب والقتل)

فقال بعض المسلمين: يارسول الله! إنّا نَقْتُلُ الآن في العام الواحد، من المشركين كذا وكذا.

فقال رسول الله >: (إنه ليس بقتلكم الكفار، ولكنه قتل بعضكم بعضاً، حتى يَقْتُلَ الرجلُ جاره، ويَقْتُلَ أخاهُ، ويَقتلَ عمه، ويقتل ابن عمه)

قالوا: سبحان الله! ومعنا عقولنا ذلك اليوم؟.

قال: (لا إلاّ أنه يُنْزَعُ عقولُ أهل ذاك الزمان، حتى يحسب أحدكم أنه على شيء وليس على شيء) .

(1) موقف المسلم من الفتن ص 107 - 108.

(2) أخرجه البخاري في الجزية باب مايُحْذَرُ من الغدْرِ (3/ 1159(3005) .

(3) أخرجه بهذا اللفظ ابن حبان في صحيحه (8/ 238 من الإحسان) وصححه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام