فهرس الكتاب
الصفحة 58 من 437

وفي رواية: (لا [1] . تُنْزَعُ عُقُولُ أكثرِ ذلك الزمان، ويَخْلُفُ له هَبَاءٌ من الناسِ لاعُقولَ لهم) .

ثم قال الأشعري: والذي نفس محمد بيده لقد خشيت أن تدركني وإياكم تلك الأمور، وما أجد لي ولكم منها مخرجاً فيما عهد إلينا نبينا > إلاّ أن نخرج منها كما دخلناها لم نحدث منها شيئاً [2] .

6)أنها كرياح الصيف:

عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال:

والله إني لأعلمُ الناس بكل فتنة هي كائنةٌ فيما بيني وبين الساعة وما بي إلا أن يكون رسول الله - عليه السلام - أسرَّ إليّ في ذلك شيئاً لم يحدِّثه غيري، ولكن رسول الله - عليه السلام - قال وهو يحدث مجلساً أنا فيه عن الفتن. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يَعُدُّ الفتن:

(منهن ثلاثٌ لايكدْنَ يَذرْنَ شيئاً، ومنهن فتنٌ كرياح الصيف، منها صغار ومنها كبار) قال حذيفةُ: فَذَهب أولئك الرَّهْطُ كلهم غيري) [3] .

فتشبيهه - عليه السلام - للفتن برياح الصيف يدل على أن فيها بعض الشدة، إذ أن رياح الصيف شديدة وإن كانت هي أخف من رياح الشتاء كما يُفهم من كلام ابن الأثير مجد الدين الجزري - رحمه الله - حيث قال عند شرحه لعبارة (كرياح الصيف) : (يريد أن فيها بعض الشدة، وإنما خص رياح الصيف؛ لأن رياح الشتاء أقوى) [4] . فشبهها - عليه السلام - برياح الصيف لتفاوت زمنها، وسرعة مجيئها، وذهابها، وكذلك التفاوت في الشدة، والآثار التي تحدثها، والله أعلم [5] .

(1) أي لاعقل معكم ذلك اليوم.

(2) أخرجه ابن ماجه، كتاب الفتن، باب التثبت في الفتنة 2/ 1309 (3959) ، وأحمد 4/ 391 ـ 392، 406، 414، ونعيم بن حماد في الفتن 1/ 264، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (1682) وصحيح الجامع 1/ 410.

(3) تقدم تخريجه ص 43.

(4) جامع الأصول، تحقيق: عبد القادر الأرناؤوط، ط الثانية(بيروت: دار الفكر

1403 هـ / 1983 م)10/ 29.

(5) انظر: الفتن في الآثار والسنن ص 54 بتصرف.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام