فهرس الكتاب
الصفحة 55 من 437

قال: كلا، والله إن شاء الله، قال: (بلى، والذي نفسي بيده ثم تعودون فيها أسَاود صُباً [1] يضرب بعضكم رقاب بعض، فخير الناس يومئذٍ: مؤمن معتزل في شعب من الشعاب، يتقي الله، ويذر الناس من شره) [2] .

وقوله: (ثم تقع الفتن كالظّلل) الظلل: السحاب، والظُّلة: السحابة، ومنه قوله تعالى: {فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ} [الشعراء: 189] [3] ، وشُبِّهت الفتن بالظلَّة لشدة سوادها وكثرتها، وعظم شأنها، وأنها تتبع بعضها بعضاً، فهي متراكمة كالظّلل [4] .

فدل الحديث على مجيء الفتن وظهورها وأنها تقع كالظُّلل، وأن الناس سيضرب بعضهم رقاب بعض كما تنصب وترتفع الحية السوداء على الملدوغ فتلدغه، وهذا المقصود بقوله (أساود صُباً) [5] .

3)أنها تموج كموج البحر:

عن حذيفة ط أن عمر بن الخطاب ط قال: أيُّكم يحفظ قول رسول الله > في الفتنة؟ فقال حذيفة: أنا أحفظ كما قال.

قال: هاتِ، إنك لجريء.

(1) أساود: جمع أسود وهو الحية العظيمة، وصباً: جمع صاب كغاز وغزي، وهونوع من الحيات تميل وتلوي وقت النهش ليكون أنكى في اللدغ، وأشد صباً للسم، أويكون جمع أصب وهو الذي ينصب عند النهش. والمعنى هم الذين يميلون إلى الفتنة. انظر: النهاية في غريب الحديث ص 508، والتذكرة 3/ 1060.

(2) أخرجه أحمد 3/ 477 (15897) واللفظ له، وابن حبان وصححه 7/ 577، والحاكم 4/ 455 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذا السياق، وقال الذهبي: (صحيح) ، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (51) .

(3) انظر: التذكرة 3/ 1060.

(4) انظر: الفتن في الآثار والسنن، جزاع الشمري، ط. الأولى (النقرة: مكتبة الصحوة الإسلامية 1405 هـ /1985 م) ص 43.

(5) النهاية في غريب الحديث لابن الأثير ص 508.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام