فهرس الكتاب
الصفحة 54 من 437

عن أبي هريرة ط أن رسول الله > قال: (بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً. ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل) [1] .

وقوله > (كقطع الليل المظلم) أي: كقطع من الليل المظلم لفرط سوادها وظلمتها وعدم تبيّن الصلاح والفساد فيها.

قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن المباركفوري / [2] : (وحاصل المعنى تعجلوا بالأعمال الصالحة قبل مجيء الفتن المظلمة من القتل والنهب والاختلاف بين المسلمين في أمر الدنيا والدين، فإنكم لا تطيقون الأعمال على وجه الكمال فيها، والمراد من التشبيه بيان حال الفتن من حيث إنه بشيع فظيع، ولا يعرف سببها ولا طريق الخلاص منها، فالمبادرة المسارعة بإدراك الشيء قبل فواته أو بدفعه قبل وقوعه) [3] .

2)وصفها بأنها كالظلل:

عن كُرْز الخزاعي ط قال: قال رجل يارسول الله هل للإسلام من منتهى؟ قال: (أيّما أهل بيت ـ وقال في موضع آخر: قال: نعم، أَيُّما أهل بيت ـ من العرب أو العجم، أراد الله بهم خيراً، أدخل عليهم الإسلام) .

قال: ثم مه؟ قال: (ثم تقع الفتن كأنها الظُّلل) .

(1) أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب الحث على المبادرة بالأعمال قبل تظاهر الفتن:1/ 110 (118) .

(2) المباركفوري: هو محمد بن عبالرحمن بن عبدالرحيم، من أئمة السنة في القارة الهندية، ولد عام 1283 هـ، وتوفي عام 1353 هـ.

من مؤلفاته: إبكار المنن في الرد على آثار السنن. انظر: مقدمة تحفة الأحوذي 2/ 189 - 216.

(3) تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، ضبط ومراجعة وتصحيح: عبد الرحمن محمد عثمان، ط. الثانية (بيروت: دار الفكر 1399 هـ / 1979 م) 6/ 438 ـ 439.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام