إنه قد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى رؤيا يبتسم له، ويعطيه كتاب"عمر أمة الإسلام و قرب ظهور المهدى عليه السلام"وقد حلف الرجل بالله أن هذه الرؤيا كانت قبل صدور الكتاب بتسعين يومأ، فحكى الرؤيا لصديق له فلما صدر الكتاب وظهر فى الأسواق أتاه به ذلك الرجل، فأقسم بالله أنه هو الكتاب الذي أعطاه له رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الرؤيا , و ذكر له كلاما يسرنى، إلا أننى أحتفظ به لنفسى فقد اكتفيت بذكر الشاهد من الرؤيا وهى أن الكتاب وما به من أدلة على قرب النهاية حق بإذن الله دل عليه رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم الحق) [1] .
وهذا الاستدلال غير صحيح لعدة أوجه منها:
1_ أن صاحبها لايعرف الأستاذ أمين، ولايعرف أمين صاحبها، فهي رواية مجهول عن مجهول، ومع ذلك يحكم له بالفضل.
2_ أن مضمون الرؤيا يجب أن يعرض على ماجاء في كتاب الله والسنة النبوية، فإن وافقه وإلا فلاتقبل هذه الرؤيا؛ لأن النبي - عليه السلام - لايمكن أن يقول أو يأمر أو يشر بأمر يخالف ماجاء في الشرع، وكتاب أمين جمال مليء بالأحاديث الضعيفة بل والموضوعة.
3_ أنه ليس كل من ادعى رؤية النبي - عليه السلام - في المنام يكون قد رآه حقيقة، فلابد من التأكد من وصف المرئي في المنام وهل تطابق صفات الرسول - عليه السلام -. [2]
هـ _ بتر النصوص والاقتصار على بعض الروايات دون بعض:
فيذكرون بعض الآثار التي تذكر الصفات المطابقة لصدام أو غيره، ويغفلون باقي الآثار التي لاتنطبق عليه.
أو يبقون على جزءٍ من الأثر الموافق لمرادهم، ويحذفون الباقي؛ لأنه يهدم قولهم، ويعود عليه بالبطلان، وكيف يصح الاستدلال بجزء من أثر، وترك الجزء الآخر؟!.
(1) هرمجدون آخر بيان ياأمة الإسلام ص 56.
(2) انظر: كشف المكنون في الرد على كتاب هرمجدون، مازن السرساوي، ط. الأولى (القاهرة: المكتبة الإسلامية 1423 هـ/2002 م) ص 122 وفتح العليم العلام ص 82_83.