وممن طار بها فرحا واعتمد عليها كلاً من محمد عيسى داود، وأمين محمد جمال الدين.
فقد ادعى الأول أنه عثر على مخطوط (أسمى المسالك لأيام المهدي الملك لكل الدنيا بأمر الله المالك) لرجل يقال له كندة بن زيد بن بركة وفيه: (وفي عراق الشام رجل متجبر ... وسفياني في إحدى عينيه كسل قليل، واسمه من الصدام، وهو صدام لمن عارضه، الدنيا جمعت له في كوت صغير، دخلها وهو مرهون، ولا خير في السفياني إلاّ بالإسلام، وهو خير وشر، والويل لخائن المهدي الأمين) [1] .
ويعلق أمين محمد جمال الدين على هذا النص بقوله:
(وفي هذا النص ذِكْر اسم حاكم العراق الجبار بالتحديد اسماً ووصفاً أنه السفياني ... وفيه أنه دخل الكويت، وهو مخدوع قد مُكر به وخُدِعَ حتى يغزوها؛ فيتخذ الروم ذلك ذريعة لما فعلوه وسيفعلوه، والسفياني صدام هو السفياني الأول، وسيليه السفياني الثاني المُشَوّه وهو ابنه، والذي يعمل برصيد أبيه ...
والسفياني (صدام) فيه خير وشر؛ فإذا ظهر المهدي ذهب عنه كل خير، وكان شرّاً كله، وحارب المهدي مما يجعل المهدي يأمر بقتله، وتخليص الناس من شره) [2] .
ج_ الاعتماد على الإسرائيليات وكتب أهل الكتاب:
فقد زعم بعض المؤلفين أن السفياني هو (الآشوري) أو (الصخري) أو (البابلي) الوارد في كتب أهل الكتاب، بجامع أن كلاً منهما يسلط على اليهود لينتقم منهم، ولجبروته يبعث جيشاً ليقاتل المهدي.
وكان أول من اهتم بهذا ونشره في كتاب سعيد أيوب [3] ،حيث نقل عن (الآشوري) -المهدي الذي يراه، وهو صدام حسين:
(إنه هو الذي سيستخدمه الرب في القضاء على الشعب اليهودي، وسيحتل الآشوري نصف إسرائيل في أول أيامه»، ويعلق على(نصف إسرائيل) بقوله:
(1) المهدي المنتظر على الأبواب ص 216 و هرمجدون ص 22.
(2) هرمجدون ص 22.
(3) المسيح الدجال ص 171 ومابعدها.