فهرس الكتاب
الصفحة 349 من 437

فقد بنوا كلامهم واستنباطهم على أحاديث وآثار ضعيفة أو موضوعة، معتمدين في ذلك على كتاب الفتن لنعيم بن حماد تحت دعوى أنه شيخ البخاري صاحب الصحيح. [1]

يقول منصور عبدالحكيم: (وننتقي من كتاب الفتن لنعيم بن حماد وهو أحد شيوخ الإمام البخاري - رحمه الله -، نأخذ منه بعض الآثار والأحاديث التي تكلمت عن السفياني) [2] .

والعزو لنعيم بن حماد في كتابه"الفتن"دون بيان لمرتبة هذه الروايات من الصحة أو الضعف أمر بعيد كل البعد عن البحث العلمي الذي تقتضيه أصول علم الحديث دراية، حيث إننا أمام أدلة تبنى عليها الأمور الآتية من الملاحم والفتن، وهي من الأمور التي لا مجال للاجتهاد فيها، فكان لابد من التحقيق الذي تقتضيه قواعد البحث العلمي الدقيق للوقوف على مدى صحة الأدلة التي اعتمدوا عليها حيث إنّ عامة القراء لا يفرقون بين التخريج والتحقيق.

فالتخريج: هو عزو الحديث إلى كتب السنة الأصلية. والتحقيق: هو بيان مرتبة الحديث من الصحة والضعف.

وقد سبق بيان حال المرويات في السفياني، وأن أكثرها موقوف على الصحابة ومن بعدهم، والمرفوع منها أسانيده لاتخلو من مقال.

ب_ الاعتماد على مخطوطات لاوجود لها:

(1) قولهم:"أنه شيخ البخاري": هذا قول فيه نظر ولا يعرف ذلك إلا من له دراية بعلم الجرح والتعديل فالرواة عند البخاري نوعان: سواء من روى عنه أو من روى له.

أ_ نوع روى له البخاري احتجاجًا.

ب_ نوع لم يحتج به البخاري ولكن روى له استشهادًا (مقرونا) .

والإمام البخاري لم يحتج بنعيم بن حماد، لذلك تجد أن أهل الفن يعبرون عن ذلك تعبيرا دقيقا حيث قال الحافظ ابن حجر في التهذيب 10/ 409:"روى عنه البخاري مقرونا".

وكذلك الإمام الذهبي في الميزان 4/ 267 قال:"نُعَيم بن حماد الخزاعي {خ مقرونا، د، ت، ق} ."

(2) السيناريو القادم ص 76.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام