اللَّه - عليه السلام -، وَيُؤَيِّدهُ أَنَّ فِي حَدِيث عَلِيّ عِنْدَ أَحْمَد"فَقَالَ عَلِيّ لِعَبْدِ اللَّه بْن الْكَوَّاء: وَإِنَّك لَمِنْهُمْ"وَابْن الْكَوَّاء لَمْ يَدَّعِ النُّبُوَّة وَإِنَّمَا كَانَ يَغْلُو فِي الرَّفْض) [1] .
3 -أن من السبعة والعشرين كذاباً أربع نسوة.
والواقع يشهد بأن أضعاف هذا الرقم من الدجالين الكذابين من مدعي النبوة ادعوها بعد وفاة النبي - عليه السلام - وإلى اليوم، فالظاهر أن الأمر كما قال الحافظ ابن حجر: (وَلَيْسَ الْمُرَاد بِالْحَدِيثِ مَنْ اِدَّعَى النُّبُوَّة مُطْلَقًا، فَإِنَّهُمْ لا يُحْصَوْنَ كَثْرَة لِكَوْنِ غَالِبهمْ يَنْشَأ لَهُمْ ذَلِكَ عَنْ جُنُون أَوْ سَوْدَاء، وَإِنَّمَا الْمُرَاد مَنْ قَامَتْ لَهُ شَوْكَة، وَبَدَتْ لَهُ شُبْهَة كَمَنْ وَصَفْنَا، وَقَدْ أَهْلَكَ اللَّه تَعَالَى مَنْ وَقَعَ لَهُ ذَلِكَ مِنْهُمْ وَبَقِيَ مِنْهُمْ مَنْ يُلْحِقهُ بِأَصْحَابِهِ وَآخِرهمْ الدَّجَّال الأكْبَر) [2] .
وفي كل حالة من هذه الحالات يحتاج إلى فهم للنص، ونظر في الواقع صحيح، واجتهاد دقيق، وتنزيل نص واحد على عدد من الحوادث، أمر موجود في كلام شرَّاح أحاديث الفتن وأشراط الساعة، ويبقى الأمر في عداد الاحتمالات مالم تظهر أمارة لائحة على تحديد المراد.
وعندها يكون قصر النص على مدلول واقعة أو حادثة واحدة من الخطأ؛ لأن العلاقة بين بعض النصوص وما يستجدُّ من أحداث علاقة أمر كلي وهو النص، بأمر آخر جزئي وهو الحدث والواقعة. [3]
5 _ تنزيل بعض النصوص التي يطرقها الاحتمال على واقع معين إنما يكون أحياناً بعد وقوع الحدث وانقضائه:
يقول الشيخ محمد إسماعيل المقدم موضحاًًً هذا الضابط:
(1) المرجع السابق 13/ 91.
(2) السابق 6/ 714، وانظر: التذكرة 2/ 480.
(3) انظر: العراق في أحاديث وآثار الفتن 2/ 769.