فهرس الكتاب
الصفحة 290 من 437

وكذا وقع الجزم في حديث ثوبان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - عليه السلام: (لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين وحتى يعبدوا الأوثان وإنه سيكون في أمتي ثلاثون كذابون كلهم يزعم أنه نبي وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي) . [1]

وورد في حديث آخر تحديد عدد آخر، فقد قال - عليه السلام:(في أمتي كذابون

و دجالون، سبعة وعشرون، منهم أربع نسوة، و إني خاتم النبيين، لانبي بعدي) [2] .

قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله: (وَأَمَّا التَّحْرِير فَفِيمَا أَخْرَجَهُ أَحْمَد عَنْ حُذَيْفَة بِسَنَدٍ جَيِّد"سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي كَذَّابُونَ دَجَّالُونَ سَبْعَة وَعِشْرُونَ مِنْهُمْ أَرْبَع نِسْوَة، وَإِنِّي خَاتَم النَّبِيِّينَ لا نَبِيّ بَعْدِي"وَهَذَا يَدُلّ عَلَى أَنَّ رِوَايَة الثَّلاثِينَ بِالْجَزْمِ عَلَى طَرِيق جَبْر الْكَسْر، وَيُؤَيِّدهُ قَوْله فِي حَدِيث الْبَاب"قَرِيب مِنْ ثَلاثِينَ") [3] .

فيستفاد من هذه الأحاديث أمور:

1 -أن في هذه الأمة كذابون.

2 -أن سبعة وعشرين منهم يزيدون على مجرد الكذب دعوى النبوة والرسالة.

قال الحافظ ابن حجر: (ظَاهِر فِي أَنَّ كُلاً مِنْهُمْ يَدَّعِي النُّبُوَّة، وَهَذَا هُوَ السِّرّ فِي قَوْله فِي آخِر الْحَدِيث الْمَاضِي(وَإِنِّي خَاتَم النَّبِيِّينَ) وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الَّذِينَ يَدَّعُونَ النُّبُوَّة مِنْهُمْ مَا ذُكِرَ مِنْ الثَّلاثِينَ أَوْ نَحْوهَا، وَأَنَّ مَنْ زَادَ عَلَى الْعَدَد الْمَذْكُور يَكُون كَذَّابًا فَقَطْ، لَكِنْ يَدْعُو إِلَى الضَّلالَة كَغُلاةِ الرَّافِضَة وَالْبَاطِنِيَّة وَأَهْل الْوَحْدَة وَالْحُلُولِيَّة وَسَائِر الْفِرَق الدُّعَاة إِلَى مَا يُعْلَم بِالضَّرُورَةِ أَنَّهُ خِلاف مَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّد رَسُول

(1) أخرجه الترمذي، كتاب الفتن، باب ما جاء لا تقوم الساعة حتى يخرج كذابون 6/ 368 (2219) وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأبو داود، كتاب الفتن والملاحم، باب ذكر الفتن ودلائلها 4/ 450 (4252) .

(2) أخرجه الإمام أحمد في المسند 5/ 491 (23350) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (4258) .

(3) فتح الباري 13/ 91.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام