فهرس الكتاب
الصفحة 287 من 437

وكان ذلك بعد فتح بيت المقدس) [1] .

وأما الحالة الثانية: مايدل على التكرار وإن لم يُنص عليه، وله صور متعددة منها:

أن يكون له علاقة وارتباط بشرط من أشراط الساعة، ومثاله:

أ_ جفاف بحيرة طبرية فإنها علامة لخروج الدجال، وليس معنى ذلك أنه يمتنع جفافها قبل خروجه بمدة، بل هو ممكن ثم يعقب ذلك أن تملأ، فإذا اقترب أمر الدجال كان الجفاف.

قال الشيخ محمد إسماعيل المقدم: (جفاف بحيرة طبرية الذي ذكر في حديث الجساسة على أنه أحد مقدمات خروج الدجال، وقد جفت بحيرة طبرية الآن [2] أو كادت، وهذا لا يعني بالضرورة تحقق تلك العلامة؛ لأن من المحتمل أن تمتلئ البحيرة من جديد، ثم تجف قبل ظهور الدجال، أو قد تبقى جافة مدة يعلمها الله إلى ظهور الدجال، وعليه فلا يشكل قول الدجال:(أما إن ماءها يوشك أن يذهب) لأن القرب هنا نسبي، كما تقدم، بل قد ثبت في الحديث أن يأجوج ومأجوج: (يمر أوائلهم على بحيرة طبرية، فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم، فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء) ومعلوم أن خروجهم إنما يكون بعد نزول عيسى - عليها السلام - وقتله الدجال) [3] .

ومثل هذا يقال في نخل بيسان، قال ياقوت الحموي - رحمه الله - [4] فيها: (وتوصف بكثرة النخل وقد رأيتها مراراً فلم أر فيها غير نخلتين حائلتين وهو من علامات خروج الدجال) [5] .

(1) فتح الباري 6/ 342، وانظر: علامات الساعة دراسة تحليلية، رفاعي سرور، ط. الأولى (مصر: هادف للنشر والتوزيع 1425 هـ/2004 م) ص 184.

(2) جعل الشيخ حاشية هنا فقال: (وقد نشر في السبعينيات بجريدة الأخبار صورة فتاة تقف على أرض البحيرة الجافة تشققت، وكتب عليها:) وجفت المياه في بحيرة طبرية )) .

(3) المهدي وفقه أشراط الساعة ص 707.

(4) ياقوت الحموي: هو ياقوت بن عبد الله الرومي الحموي، أبو عبد الله، شهاب الدين، مؤرخ ثقة،

من أئمة الجغرافيين، ومن العلماء باللغة والأدب، أصله من الروم، ولد عام 574 هـ.

أسر من بلاده صغيراًً، وابتاعه ببغداد تاجر اسمه عسكر بن إبراهيم الحموي، فرباه وعلمه وشغله بالأسفار في متاجره، ثم أعتقه سنة 596 هـ وأبعده، فعاش من نسخ الكتب بالأجرة. توفي عام 626 هـ. من كتبه: إرشاد الأريب، ويعرف بمعجم الأدباء. انظر: وفيات الأعيان لابن خلكان 2/ 210، والأعلام 8/ 131.

(5) معجم البلدان، ط. بدون (بيروت: دار الفكر 1986 م) 1/ 527.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام